الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

نوبل للآداب تثير تساؤلات كثيرة

تحظى جوائز نوبل بمكانة دولية لا تدانيها أي جائزة منذ أسّسها ألفرد نوبل عام 1901، والفائزون بها يحققون شهرة عالمية بسرعة البرق فيغدون محط أنظار العالم وموضوع الحديث في الإعلام الدولي، وتُترجمُ أعمالهم إلى اللغات العالمية، وأحياناً تفوق شهرة الحاصلين عليها شهرة رؤساء الدول.

لم تنجُ الجائزة من اتهامات وانتقادات، فهنالك الكثيرون الذين يعتقدون أن جوائز نوبل تتدخل بها اعتبارات كثيرة، فمهاتما غاندي لم يحصل عليها مع أنه كان أعظم داعية ومناصر للسلام واللاعنف في القرن الـ 20، كما أن الجائزة فاتت ليو تولستاي عملاق الرواية الروسي، ويرى كثيرون أنها منحازة للغرب فغالبية الفائزين من هناك.

وفي سياق متصل، يُذكر أنه لما أعلن عن جائزة نوبل للآداب لـ 2019 للكاتب النمساوي «بيتر هاندكه»، يوم الخميس الماضي أصيب الكثيرون بالدهشة وأعربوا عن استنكارهم لقرار الأكاديمية السويدية بمنح الجائزة لكاتب عُرف بدعمه الصريح للصرب خلال الحرب اليوغوسلافية في تسعينيات القرن الماضي.


كتب وزير خارجية ألبانيا «كنت كاكاز» في تغريدة له أن: «قرار منح الجائزة لهاندكه قرار مخزٍ لأنها منحت لشخص ينكر حدوث المذبحة». وعلّق رئيس وزراء ألبانيا «إدي راما» على حسابه في التويتر: «لم أفكر أبداً أنني سأنزع إلى التقيؤ بسبب جائزة نوبل»، وغرّد رئيس جمهورية كوسوفو هاشم تاتشي: «إن قرار الأكاديمية السويدية قد سبّب ألماً عميقاً لعدد لا يحصى من الضحايا»، وعلّق «أمير سلجاجيك» أحد الناجين من مذبحة المسلمين قائلاً: «معجبٌ بميلوسوفيتش ومنكر معروفٌ لمذبحة المسلمين يفوز بجائزة نوبل للآداب.. ما أسوأ الزمن الذي نعيش فيه»، وبالمثل، علّق رئيس منظمة «بين أمريكا» إغانغوسكوايد: «نحن مندهشون جداً لاختيار كاتب للجائزة وظّف صوته لرفض الحقيقة التاريخية، وتقديم الدعم العلني لمرتكبي الإبادة الجماعية».


يُذكر أن الكاتب النمساوي بيتر هاندكه كان مقرباً لسلوبودان ميلوسوفتيش، ومنكراً لمذبحة المسلمين على أيدي الصرب في سربرنيتشا، وقد قارن مصير صربيا باليهود أيام الهولوكوست، ويُذكر أنه ألقى خطاباً في جنازة ميلوسوفيتش.

من جهةٍ ثانيةٍ قالت الأكاديمية السويدية إنها منحت الجائزة لهاندكه «لأعماله المؤثرة التي تُميزها براعة لغوية تستكشف محيط وخصوصية التجربة الإنسانية».

وفي العالم العربي فالكاتب الوحيد الذي فاز بنوبل للآداب هو نجيب محفوظ، ولاحظ المفكر الكبير إدوارد سعيد أن العالم العربي يحتضن عدداً لا بأس به من الكتاب المرموقين المستحقين لجائزة نوبل بامتيازٍ، فهل يا ترى «سيحالفهم الحظ»؟