اليوم هو الأهم

الكاتب «إيكهارت تول» ألماني المولد، وكندي الموطن، استطاع من خلال كتابه الشهير «قوة الآن» أن يساعد ملايين الناس في مختلف دول العالم، في الحصول على السلام الداخلي، والراحة والسعادة والانفتاح على الحياة، وذلك من خلال مفاهيم يتشربها القارئ حول ذاته وكيفية قيادته لنفسه، فلا يترك الأفكار التي يولدها عقله أن تُبحر به في متاهات الماضي، وغياهب المستقبل.
ومن أهم ملاحظاته التي بنى عليها موضوع مُؤلفه، أن الإنسان كلما شعر بالضيق أو الاكتئاب أو الحيرة، فهو بالتأكيد أخذه تفكيره نحو ماضٍ يأسف عليه، أو مستقبلٍ مجهولٍ غامض، وغير مضمون، ويرى أن التفكير في الماضي والمستقبل أمرٌ غير مجدٍ، ولن يُفيد في شيْ، وما لم يقله الكاتب، أن حاضرنا هو مستقبل الأمس الذي كنا نحلم به، ونملك الآن أن نحققه بكل طاقاتنا، مدفوعين بطموحاتنا وأمنياتنا التي كنا نتمناها، و«الآن» هو أيضاً سيكون في الغد ماضينا الذي لا نرغب في أن يكون مؤلماً، ونملك أن نجعله كذلك.
هنا تحضرني قصة من الحكايات الصينية التي تحمل حكمة، تحكي القصة عن كاهنٍ مسن كان يسير مع شاب، وفي الطريق مَرّا بامرأة لا تقوى على اجتياز النهر، فحملها المسن وتجاوز بها النهر، ثم أكمل طريقه مع الشاب نحو المعبد، فأدَّيا طقوسهما على مدى ساعات، وفي الاستراحة سأل الشاب صاحبه الكاهن المسن: لماذا حملت المرأة؟، فذلك لا يليق بكاهن، حينها أجابه الكاهن: فَرَضَتْ عليَّ اللحظة أن أفعل ذلك، فحملتها لدقائق وانتهى الأمر، لكنك حملتها خمس ساعات، وما زلت تحملها حتى الآن.