الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

هدية سلطان الزمان للدواعش!

في جرد أولي لنتائج غزو رجب طيب أردوغان لأراضي شمال سوريا سوف نكتشف أن كل ما تحقق لصالح دعم الإرهاب، ودفع السوريين للاقتتال فيما بينهم لإبادة المزيد من الأكراد والعرب السوريين، والتقليل قدر الإمكان من خسائر الجيش التركي، وتعميق الخلافات القومية.

الأكثر من كل هذا هو تقديم كوباني والمقاتلين الأكراد والمعارضين هدية على طبق من ذهب لرئيس النظام السوري بشار الأسد.

الرئيس التركي الذي يريد في الألفية الثالثة أن يكون سلطان الزمان!، حقق لتنظيم داعش الإرهابي وللنظام السوري على حد سواء ما عجزا عنه سابقاً، وفي ذات الوقت حاول قهر إرادة أكراد سوريا، في أن يكون لهم حكم ذاتي، بعد أن كانوا قاب قوسين من تحقيقه، وأقول حكم ذاتي وليس انفصالاً أو إعلان دولة كردية شمال سوريا.


لنتحدث عن تفاصيل ما يطلق عليها أردوغان العملية العسكرية حفاظاً على أمن بلاده حسب ادعائه، من الناحية القانونية الدولية، فإن ما قام به الجيش التركي يعد غزواً غير مبرر لدولة عربية لها سيادتها و«عضو» في الأمم المتحدة، وهذا ما أكدت عليه جامعة الدول العربية، وغالبية الدول الأوربية إضافة إلى الولايات المتحدة، وترتب على هذا الغزو مقتل المئات من المدنيين السوريين، وتهديم مدنهم، وبنيتها التحتية.


كما دفع أردوغان الفصائل الكردية والمتحالفين معها في قوات سوريا الديمقراطية (قسد) من عرب مسلمين ومسيحيين، إلى التنازل عن تضحياتهم الجسيمة خلال سنوات من قتالهم ضد تنظيم داعش الإرهابي، و قوات النظام السوري للحفاظ على استقلالية مدنهم، وفي مقدمتها كوباني، ذلك أن هذا الغزو دفع القوات المعارضة للنظام السوري لأن تتحالف معه وتطلب من قواته التدخل لحماية أهلهم وبلداتهم من الجيش التركي، وبالتالي دخلت قوات النظام السوري إلى المناطق التي كانت عصية عليهم، لتنتشر على الحدود المشتركة مع تركيا، وهذا يحسب لصالح قسد التي تصرفت بروح وطنية لحماية الشعب وسيادة الأراضي السورية من الاحتلال التركي.

وتأتي عملية الفرار أو الإفراج عن المئات من مقاتلي تنظيم داعش وسط هذه الفوضى واحدة من أخطر نتائج الغزو التركي لسوريا، هؤلاء الدواعش سرعان ما سيشكلون خلايا نشطة لمواصلة عملياتهم الإرهابية ليس في سوريا فحسب، بل وفي شمال العراق وبقية العالم.