الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

قيس سعيّد.. وأحجار الدومينو

بعد فوز الأستاذ الجامعي قيس سعيّد برئاسة تونس في دور أول لم يتوقعه أحد، وبنسبة ساحقة في الدور الثاني على رجل الأعمال نبيل القروي، بدأ المحللون يستعيدون نظرية أحجار الدومينو، ويسقطونها على الانتخابات الرئاسية في الجزائر المقررة يوم 12 ديسمبر 2012.

قيس سعيد، أصبح ظاهرة ترمز لعزوف المواطنين عن الأحزاب، وعن دور رجال المال والأعمال في السياسة، ورغبتهم في تغيير المشهد السياسي، ومنح فرصة القيادة للأكاديميين لعلَّ وعسى يوجد في النهر فعلاً ما لا يوجد في البحر.

في الجزائر سحب 139 راغباً في الترشح استمارات جمع التوقيع من قبل المواطنين والمقدرة بنحو 50 ألف استمارة، وهي عملية صعبة شاقة معقدة ومكلفة، لا يقوى عليها إلا النافذين سياسيا وشعبيا.


من بين المحتملين على قدرة جمع التوقيعات خمسة فقط، هم رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس، عبد المجيد تبون الوزير الأول الأسبق وهو مرشح حر، عبد العزيز بلعيد رئيس جبهة المستقبل، عبد القادر بن قرينة رئيس حركة البناء، وعز الدين ميهوبي الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي.


لكن، قبل 10 أيام على انقضاء المهلة القانونية، وتحت نشوة ظاهرة قيس سعيَّد، هناك نحو 4 راغبين يحلمون بتكرار الظاهرة التونسية، وهم سليمان بخليلي صاحب برامج تلفزيونية واسعة المشاهدة، الدكتور فارس مسدور أستاذ جامعي يطمح في الوعاء الإسلامي لكونه إماماً أيضاً، الدكتور أحمد بن نعمان صاحب العديد من المؤلفات حول الهوية الوطنية واللغة العربية، والإعلامي أسامة وحيد صاحب برنامج تلفزيوني ساخر وواسع المشاهدة.

غير أن كثيراً من المراقبين يستبعدون تكرار التجربة التونسية، لكون الظروف المحيطة بالانتخابات الرئاسية في الجزائر صعبة، وفشل الرئاسيات أو ذهاب الرئاسة لقليلي الخبرة في الإدارة والتسيير سيرْهن المستقبل، ويؤثر على دول الجوار بما فيها أوروبا.

ثانياً أبان الجزائريون من خلال شبكات التواصل الاجتماعي عن مستوى سياسي عال من خلال التعاليق على مختلف المترشحين بما يؤشر على قلة حظوظ تكرار تجربة قيس سعيَّد.

وثالثاً هناك مترشحان يوصفان بالوزن الثقيل، وهما عبد المجيد تبون الذي يعتبره الجزائريون صاحب الفضل في تنفيذ مشاريع سكنية واسعة عندما كان وزيراً للسكن، وعلي بن فليس رئيس حزب طلائع الحريات الذي صنع رصيده من خلال المعارضة الشرسة للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.

ويبقى التأكيد أن كل شيء ممكن في العمل السياسي، فرياح الحملات الانتخابية قد تغير مجرى التاريخ.