الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

لإنتاج أفكار مبدعة

كل عمل نقوم بتنفيذه هو عبارة عن فكرة سابقة، كل مخترع نشاهده كان فكرة عابرة، كل مبتكر، وكل تطوير كان أساسه القوي الأفكار الملهمة. الأفكار فعل إنساني عام وشامل، بمعنى أن عملية التفكير مشاعة ومنتشرة لدى الجميع دون استثناء، ولا يمكن أن تجد إنساناً لا يفكر، بل أحياناً يقوم العقل بعملية التفكير بشكل آلي، وهذا العقل يعتمد كلياً على المعلومات التي سبق ومرت به وعلى الخبرات الحياتية المتنوعة لتساعده في اتخاذ القرارات، لأننا عندما نكون أمام مشكلة ما أو معضلة أو موضوع شائك يمر بنا، فمن الأهمية قبل التفكير الدراسة وجمع المعلومات اللازمة التي ستساعد على اتخاذ القرار السليم.

نحن نفكر ولا مجال لإيقاف التفكير والحد منه، وعندما ندعم هذه العملية بالخبرات والمعارف اللازمة فنحن نؤدي لأنفسنا خدمة جليلة ستسهم في تقوية العقل وتجعل الاستنتاجات أكثر صوابية ودقة.. لكن المشكلة ليست هنا، ليست في عملية التفكير المستمرة ولا في آلياتها المتواصلة، بل في عدم استغلالها لمنفعتنا وتوظيفها لصالحنا وخدمتنا، وهذا يتضح في عدة جوانب مثل عدم تغذية العقل بما يحتاجه من العلوم والخبرات، وأيضاً عدم تعويده على مرونة التفكير ومخرجاته، بمعنى عدم التقاط الأفكار التي تقع بين أيدينا. وفي مثل هذه الحالة يتعود العقل على الاستكانة ومع الوقت يصبح ما ينتجه من أفكار لا قيمة له، مكررة لا تحمل جديداً، فلا ابتكار فيها ولا تفرد. والسبب طريقة التعامل مع هذا العقل، وعدم منحه ما يستحق من التشجيع والدعم، فالتشجيع يكون بأخذ الأفكار على محمل الجد وطلب المزيد، أما الدعم فيتثمل في تغذية العقل بكل ما يلزم ليكون مبتكراً ونشيطاً ومبدعاً. لرجل الأعمال أليكس أوسبورن، كلمة توضح أهمية الأفكار قال فيها: «لقد ضاعت أفكار تساوي ملايين الدولارات بسبب عدم وجود عقب قلم رصاص وقصاصة من الورق»، فإذا كانت الأفكار تضيع لسبب واهٍ يتمثل في عدم تدوينها لحظتها، فكيف الحال بمن يرفضها ويجدف ضد التفكير الإبداعي؟