الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

الجميع يعرفون التربية

عندما تتسلم وظيفتك الجديدة ستجد من يوجهك ويأخذ بيدك حتى تتقن المهارات التي تتطلبها هذه الوظيفة، وعندما نشتري جهازاً جديداً، فإننا نعود لكتيب التعليمات المرفق وقراءته لمعرفة كيفية تشغيل هذا الجهاز بشكل صحيح، والحال نفسه عندما تواجهك معضلة أو عقبة حياتية، فإنه يتم التوجه لمن يملك الخبرة والمعرفة واستشارته وطلب المساعدة.. لكننا في مجال تربية أطفالنا، لا ننتظر توجيهات من أحد ما ولا نقرأ في كتب ولا نبحث عن أهل المعرفة والخبرة للاستشارة، تداعت هذه الكلمات أمامي وأنا أستمع لسيدة فاضلة كانت تتكلم عن كيفية تربية الأطفال وغرس القدوة أمامهم، وكيف أننا نرتكب عدة أخطاء عند التعامل مع الطفل، مثل الدلال والمبالغة في الحماية والإشادة بالطفل والتشجيع على لا شيء، وقائمة طويلة من الممارسات التي تصدر من الأب أو الأم، وهي خاطئة أو أنها جاءت في وقت ليس وقتها، وهناك جانب آخر يتعلق بالشد والضغط على الطفل ليكون مميزاً ومتقدماً عن أقرانه، وسواء في جانب التفريط أو جانب الشد، هناك أخطاء ترتكب سيكون لها أثر على مستقبل هذا الطفل.. والسؤال هنا لماذا لا يقوم الأب والأم، بالقراءة عن كيفية التعامل مع الأطفال وتربيتهم؟ لماذا لا يوجد حس بالمسؤولية أمام الطفولة تدفع بنا لزيادة معارفنا وعلومنا وخبراتنا؟ لماذا نتعامل مع هذا الطفل وكأنه أمر بسيط وسهل؟ كثير من الأطفال يفتحون أعينهم على هذه الحياة وهم مميزون يملكون خبرات وقدرات ذهنية كبيرة، تحتاج للتنمية ومنحة الحنان والأمان وتقديم ما يحتاجونه، لكن الذي يحدث أن الأب أو الأم يمارسان أفعالاً ويلقيان بكلمات تكسر عمق هذا الطفل وتحطم حيويته وتسبب تراجعه. إن كنا فعلاً نريد لأطفالنا التفوق والتميز والتقدم في سلم الحياة، وأن يعيشوا حياة سعيدة خالية من العقد والعقبات، فليتم توجيههم توجيهاً تربوياً ونفسياً مدروساً ووفق العلم والمعرفة، وهذا لن نجده إلا في الكتب والاستفادة من أهل الخبرة في هذا المجال.