الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الإمارات.. النفط من أول قطرة

نعود إلى منتصف الأسبوع الجاري والإعلان المهم الذي زفه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة حول اكتشاف كميات جديدة من النفط والغاز في أبوظبي، الأمر الذي يقفز بالإمارات إلى المرتبة السادسة عالمياً بين الدول التي تمتلك احتياطات النفط بعد فنزويلا والسعودية وكندا وإيران والعراق.

بلا شك، فإن هذا الوضع الجديد يضع الإمارات في مواقع متميزة، وفي الوقت نفسه فإن تحقيق هذا الإنجاز لم يأتِ من فراغ، وإنما نتيجة تخطيط وجهد وعمل، ومثل هذا الاكتشاف ستكون له آثاره الإيجابية المتعددة في دولة الإمارات ووضعها وموقعها السياسي وفي اقتصادها أيضاً، وبالتالي في حياة المواطنين.

الإمارات ومنذ اكتشاف النفط فيها بستينات القرن الماضي، وتحديداً في أبوظبي، أثبتت للعالم أن النفط الذي تحت أرضها هو ثروة لخير شعبها والبشر فوق الأرض، وتعد الدولة من الدول القليلة التي نجحت في استغلال النفط لصالح الإنسان والمستقبل، فالنفط غيّر حياة شعب الإمارات بشكل كامل، فمن خلال الاستخدام الأمثل لموارده تم تطوير البلد وانتشر التعليم وتحسنت الخدمات الصحية وتحولت صحراء الإمارات إلى مدن عصرية، بل أصبحت تشارك دول العالم في صناعة المستقبل بكل تفاصيله أولاً بأول، وفي الوقت نفسه أسهم في تغيير حياة كثير من أبناء الدول العربية، الذين حصلوا على فرص العمل في الإمارات وحققوا أحلامهم ونفذوا مشاريعهم، فالاقتصاد القوي الذي بني على النفط كان أثره واضحاً في الجميع.


النقطة الأخرى التي يجب الإشارة إليها مرتبطة بلا شك بقصة النفط الأولى، وهي أن هذا الاكتشاف جاء من خلال إدارة وطنية وجهد إماراتي، ففريق أدنوك الذي يعمل بكل جد ومهنية خلال السنتين الماضيتين كان وراء هذا الإنجاز من خلال التغييرات الهيكلية التي تمت في الشركة والشراكات الاستراتيجية التي عُقدت، وفي الوقت ذاته اعتماد الشركة على أحدث التقنيات وجلبها للاستثمارات الجديدة في القطاع، والحقيقة أن هذا الفريق وهذا الجيل من الشباب هو ثمرة الاستخدام المثالي لموارد النفط منذ اليوم الأول، فقد استثمرت الإمارات في تعليم وتدريب أبنائها منذ البداية، ثم وجد هذا الجيل الدعم والثقة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان نائب الرئيس المجلس الأعلى للبترول، فكان هذا الجيل الذي اكتشف بعد ثلاثة عقود أكبر احتياطات للنفط والغاز، وهذا ما ستكرره قيادة الإمارات، فهذا النفط سيكون لما يفيد الإمارات وما يعود بالنفع على العالم، فالمسؤولية الأخلاقية لدولة الإمارات تجاه العالم كبيرة وواضحة ولم تتغير منذ استخراج أول قطرة نفط.


أخيراً.. يعرف العالم كيف استخدم الشيخ زايد، رحمه الله، هذا النفط، وهو يرى المعجزة التي تحققت أمام عينيه خلال أقل من 50 عاماً، واليوم مع إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان هذه الاكتشافات الضخمة، يعرف العالم أن هناك معجزة أخرى في الطريق ستكون على يد أبناء الصحراء الذين أدهشوا العالم ويدهشونه بطريقة استخدامهم لهذه الثروة العظيمة.