الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

حماية الطفل من نفسه

البعض من الأمهات يلاحظن سلوكيات غير صحيحة يمارسها أطفالهن، فتغض الأم النظر عنها إما لأنها تعتبرها نتاج طفولة وعدم معرفة وأنه إذا كبر قليلاً سيتعلم الخطأ من الصحيح، أو أنها تشفق على طفلها وتبالغ في الحب والحنان الذي يتجاوز المعقول، وإما لأنها لا ترى في ذلك السلوك ما هو خاطئ.. والذي يحدث أن الطفل يتجاوز ويتمادى في ممارسته ويصل إلى التسبب بالأذى لمن هم بالقرب منه سواء أقرانه أو ممن يصغرونه سناً.

لا يوجد طفل فوضوى بطبعه ولا يوجد طفل مؤذٍ بطبعه ولا يوجد طفل يكسر وعنيد بطبعه، بمعنى لا يأتون الأطفال وهم يحملون جينات وراثية تحدد سلوكياتهم المؤذية، بل هي ممارسات تعودوا عليها واكتسبوها من التعامل ومع من هم يعيشون معهم سواء الأب والأم أو الأخوة والأقارب، الطفل يملك عقلاً متوثباً ومتحمساً للتعلم وهو يشاهد ويرصد كل شيء يحدث أمامه، فإن لم يتم تعليمه وتوجيهه وتغذيته بين يوم وآخر بالقيم والحدود والأدب، فإنه سينشأ فوضوياً ودون ضوابط.

في صغره سيعبر لكل من يقاومه بالبكاء والنحيب ويمكن السيطرة عليه، لكن المشكلة الأهم والحقيقية عندما يكبر على مثل هذه السلوكيات العدوانية، والتي عندها يصعب التعامل معه، فهو يجيد الركض والهرب، وبات لديه جسد قوي، ويشعر بأنه مثل الكبار، وهذه الثقة لا يمكن هزها ولا خلخلتها فقد تغذى طوال سنواته على الحماية وعلى أن يجد دوماً من يبرر الأخطاء التي يرتكبها أو يجد من يتستر عليها. عندما يواجه المجتمع تصبح مشاكله أكبر وتصعب تغطيتها أو التستر عليها، فمن سيتدخل الآن هم رجال الأمن، عندها تصبح قدرات الأم عاجزة عن مواصلة الحماية.


والحقيقة أن الحماية الصحيحة أن نحمي أطفالنا من أنفسهم، ومن الأفكار الخاطئة، الصحيح هو تغذيتهم بالقيم والمبادئ وتعويدهم عليها منذ نعومة أظفارهم، لا التغاضي والتستر والحماية وتشجيعهم على السلوكيات الخاطئة غير الصحيحة.