الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

بومبيو والطريق إلى الرئاسة الأمريكية

علامة استفهام ترددت كثيراً في الداخل الأمريكي مؤخراً بعد أن علا نجم الرجل، وأضحى صمام الأمام في إدارة الرئيس دونالد ترامب، وحائط الصد الأهم ضد الكثير من الهجمات التي يتعرض لها ساكن البيت الأبيض وفي المقدمة منها إشكالية العزل، تلك التي ستنطلق حلقاتها بشكل رسمي نهار الثلاثاء المقبل.

جاء بومبيو من بعيد من ولاية كانساس، الواقعة في غرب وسط الولايات المتحدة الأمريكية والتي صدرت من قبل للبيت الأبيض رئيساً متميزاً في الفترة من 1992 الى 2000 هو الرئيس بيل كلينتون.

وجد بومبيو طريقه إلى مجلس النواب الأمريكي ممثلاً عن كانساس، ولاحقاً ارتقت مدارجه ليضحى رجل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الشهيرة " سي آي أيه"، والتي كفلت له أن يرى العالم بعين مغايرة عما يراه العوام من الأمريكيين بنوع عام، وحتى من المسؤولين الأمريكيين بنوع خاص، لا سيما أنها الوكالة التي تلعب دوراً كبيراً ومؤثراً في عملية صناعة القرار الأمريكي منذ منتصف القرن الـ20 وحتى الساعة.


كان اختيار ترامب لبومبيو وزيراً للخارجية موفقاً للغاية، فقد جاء الرجل بعد وزير خارجية تماهي كثيراً مع أصحاب السياسات التي لا تخدم مصالح أمريكا أو حلفائها، لا سيما قطر وتركيا، فقد كان ريكس تيلرسون رجل نفط أكثر منه رجل سياسة، ولهذا فقد حافظ على علاقاته بمنتجي النفط بأكثر مما اهتم برسم السياسات الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية، وربما لهذا عرف الرجل خبر إقالته من وسائل الإعلام الأمريكية، قبل أن يبلغ بذلك رسمياً من القائمين على البيت الأبيض.


كانت خبرات بومبيو السياسية والاستخبارية داعماً له في معالجة الكثير جداً من الملفات الأمريكية الساخنة، وفي المقدمة منها الملف الإيراني، حيث يقف بومبيو مقداماً في الدفاع عن السياسات الأمريكية بشكل عام، ورآه الأمريكيون مؤخراً يصول ويجول دفاعاً عن قرار الرئيس ترامب الأخير اغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني.

هل كانت النجاحات التي حققها بومبيو في منصبه هذا مدعاة له للتفكير في مستقبله السياسي في مقبل الأيام؟

بداية ومن ناحية العمر فإن بومبيو أمامه فرصة كبيرة للاستمرار، فالرجل من مواليد عام 1963 أي أنه يبلغ من العمر 57 عاماً وليس أكثر، ولهذا فإن الكثيرين باتوا يتحدثوا عن نيته الاستقالة عما قريب من منصبه هذا، ثم الترشح عن كانساس كعضو في مجلس الشيوخ في انتخابات عام 2020.. لماذا الشيوخ؟

باختصار غير مخل.. لأنه البوابة التي تمكنه من الدخول إلى سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024 عن الحزب الجمهوري، لا سيما أن الرئيس ترامب سيكون من كبار الداعمين له.

غير أن هناك إشكالية تعترض طموحات بومبيو وقد أشارت إليها مجلة بوليتيكيو الأمريكية ذائعة الصيت، إذ قالت إن العديد من حلفاء ترامب يقولون إن بقاءه في منصبه في هذه الفترة واجب وطني وسط أزمات عالمية لا تعد ولا تحصى، أزمات تبدأ من كوريا الشمالية، وتمتد إلى إيران، واليمن، وإلى الفخ الليبي المفتوح، ناهيك عن الأزمات المتعددة مع الشطر الآخر من الأطلسي حيث أوروبا، والمزاحمة على القطبية مع الصين وروسيا.

يجد بومبيو نفسه أمام مفترق طرق، فإما أن يكمل المسيرة مع ترامب بكل إشكاليات الرئيس، أو أن يقفز من السفينة ويتحمل لوم الأمريكيين؟

الأيام كفيلة بمعرفة جواب بومبيو.