الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الشعور الموحد.. والمصير البشري

في أقل من عامين، قُتل أكثر من 20 مليون شخص، وفي عام واحد دُفن 3 أرباع سكان أكبر المدن الأوروبية «فلورانسا»، وفي اليوم الواحد كان يموت أكثر من 7000 شخص في القاهرة، كما تبخر ثلث سكان الصين قبل أن يعرف بقية العالم ما هو مقبل.. إنه منعطف التاريخ في القرن الـ14 نحو الدمار، إنه الطاعون.. الموت الأسود.

لقد قتل هذا الوباء نصف السكان في الأماكن التي حلَّ بها في مشهد مؤلم وشنيع، كما قضى على مدن وقرى وأعراق بشريه.

و تشير الأبحاث الحديثة أن 45% إلى 50% من سكان أوروبا والصين، قد ماتوا خلال 4 سنوات، وقُتل ما بين 75 إلى 200 مليون شخص في العالم، خلال 20 سنة تقريباً.


كان لهذا الدمار الكارثي آثاره على الجانب الديني والاجتماعي والاقتصادي، حيث فقد كثير من السكان، الثقة في رجال الدين، وفي الكنيسة لبعدها عنهم خلال الأزمة، وكانت بداية لتكوُن فكر كنسي جديد وهو البروتستانتية، ومن الجانب الاجتماعي، إعادة تكوين طبقات المجتمع واتساع الطبقة الوسطى، وكذلك ازدادت الأجور للعمال لنقص العمالة، وكانت هنالك بداية لبلورة مفهوم جديد للعلم، وأنه سلاح البقاء.


ونحن، الآن، نعيش أزمه فيروس كورونا، وكلي ثقة أنها سوف تنجلي، ولكن ماذا بعدها؟ لقد كان هنالك شعور موحد بين سكان هذا الكوكب للمصير الإنساني، وسوف يستمر بعد هذه الأزمة، من خلال إصدار التشريعات والقوانين التي تحمي الإنسان، وسوف توقع عليها كل الدول بلا استثناء. كما ستُكسر كل القيود الاقتصادية أو العلمية والسياسية بين الشرق والغرب، ويتجه العالم إلى إنشاء جامعات ومختبرات وأبحاث مشتركة.

سوف يتم إعادة تقييم مؤسسات وهيئات الأمم المتحدة، وإعادة هيكلتها، وخاصة منظمه الصحة العالمية.

سوف يكون لحزب الخضر دور كبير في صنع القرارات المصيرية في أوروبا، خلال العقد المقبل. وسيكون هناك أيضاً، بطء في سباق التسلح العالمي، وأغلب الدول سوف توجه جزءاً من موازنات وزارات الدفاع، إلى الصحة والتعليم والبحث العلمي، وستدخل تكنولوجيا التعقيم الإلكتروني إلى جميع نواحي الحياة، وتكون هنالك برامج وتطبيقات لكشف الفيروسات على الهواتف الذكية، يصحب ذلك كله، إنشاء أسواق للمنتجات الغذائية الطبيعية الصحية، التي ستنافس بشدة مطاعم الوجبات السريعة. وقد يقضي فيروس كورونا على كورونا العنصرية، وكورونا الحقد، وكورونا الكراهية، داخل البشر.