الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

لماذا بيروت؟

لا أحب التشاؤم، بيروت عاصمة لبنان الحبيب في مأزق كبير، بعد تكالب الأعداء عليها، أعداء الوطن من الداخل من الفاسدين والخونة والمرتزقة، وأعداء العروبة والوطن العربي من الخارج كإسرائيل وإيران، وأعداء الإنسانية من المتشدقين والغلاة في الدين من المسلمين سنة وشيعة ومن المسيحيين، كل ينفذ أجندة مشبوهة ويخطط لاغتيال جمال هذا البلد الجميل.. لبنان.

لبنان تحمّل أعباء ديمقراطية مزعومة، مزّقت الوطن اللبناني إلى ما يشبه الشركات الرأسمالية الربحية التي تتربح من الأزمات والتي تجني الأرباح قبل أن تعمل، وتستفيد قبل أن تُفيد، وتقلع قبل أن تزرع، شركات شعارها الوطن وعملها نهب خيرات الوطن ومقدّراته وثرواته.

عندما كان العالم العربي يرزح تحت وطأة التخلف والتقليدية المفرطة، كان لبنان منارة حضارية، يتمتع بالبنية التحتيّة المتقدمة، والمرافق الراقية، والمشاريع الحديثة، فلبنان كان رمزاً للحداثة والجمال ولا يزال، وزيارة واحدة للبنان في الماضي، تكفيك لتفتخر طوال حياتك بتلك الزيارة، فهي قبلة التمدن وعاصمة الحضارة.


أما الثقافة والتعليم، فلبنان هو القبلة والوجهة، أفضل الجامعات، وأفضل دور الطباعة والنشر، وأفضل المؤسسات الثقافية.. من أرض لبنان ولدت الهمم العالية، والعقول النيّرة والقلوب الجميلة، ومن بيروت بالذات خرجت جماعات التنوير، والفنانين، والشعراء والمبدعين العرب.


كثير من المكافحين في الخليج، والذين اضطرتهم ظروف المعيشة للعمل قبل اكمال دراستهم الجامعية، كان أكبر همُّهم وأجمل أحلامهم، أن يكملوا دراستهم الجامعية، لكن الجامعات الخليجية في ذلك الوقت بل وحتى وقتنا الحالي، تضع كثير من القيود والحواجز للدارسين الكبار، أومن كانت شهادتهم للتعليم الثانوي قديمة نسبيا.

لكن جامعة بيروت العربية فتحت ذراعيها لأولئك الشباب الذين أقفلت في وجوههم أبواب جامعاتهم الوطنية، وفتحت لهم بيروت العربية تخصصات مهمة، مثل الحقوق واللغة العربية والتاريخ والجغرافيا، فكان ذلك فتحا عظيما، فخريجي الجامعة اليوم هم قيادات في عدد من المؤسسات الحكومية المحلية والدولية، ولهم مناصب مرموقة.

لم تكتف جامعة بيروت العربية بدرجة الليسانس بل فتحت باب التعليم العالي كالماجستير والدكتوراه، فكانت الرافد الأهم لتقديم الخبراء والمختصين لدول الخليج العربية.