الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

يكفي أن تكون.. صادقاً

أساس العلاقات الإنسانية بين البشر قائم على التعاضد وقيم الخير والمحبة، وليس على المصالح كما يردد كثيرون ممن تبنّوا هذا المبدأ نتيجة تعرضهم لمواقف طعن في الظهر ربما، أو فقدوا جوانب من القيم الإنسانية طوعاً بتغير نواياهم الداخلية أو كراهيةً بتغير سلوك المحيطين بهم.

لا أدري ما الذي دفعني لكتابة هذا المقال تحديداً، لكنه بلا شك قد استدعى نفسه لفظاعة ما أراه من حولي من تقطع أواصر العلاقات بكافة أشكالها، فلو نظرنا إلى المؤسسة الصغيرة المقدسة لوجدنا على سبيل المثال لا التعميم، أباً أو زوجاً تخلى عن أدواره الحقيقية، ليمنح الشعور بالأمان والإسناد العاطفي والمادي، متخيلاً أن الأبناء حينما يكبرون لم يعودوا بحاجة له فيتواجد في المقاهي والمجالس أكثر من تواجده في البيت مثلاً.

ونجد تلك الأم أو الزوجة التي ترى أن أدوارها ثقل عليها لا فطرة زرعت فيها، فصبّت جل تركيزها على متابعة شؤون الآخرين بدلاً من توجيه نظرها لزوجها وأبنائها، وعدِّد على ذلك أمثلة أخرى.


ونأتي إلى الأبناء الذين انسحبوا ليفرشوا بساط الأنس والابتسامة بين أصدقائهم خارج المنزل، ويجلسوا بـ«تكشيرتهم» مغصوبين على البقاء حول سفرة واحدة نهاية كل أسبوع في بيت العائلة ذات الحضن الكبير المهجور.


قصص عديدة تحيط بنا، تصدمنا في علاقاتنا مع الآخرين، خاصة أولئك المصنفين ضمن دائرتنا المغلقة الصغيرة، فلا نتوقع بطبيعة الحال إنسانية عالية في علاقات مفروضة داخل العمل أو بين أوساط الزمالة على مقاعد الدراسة أو غيرها، يكفي أن تكون صادقاً، وقبلها إنساناً يمارس إنسانيته بلا شكوك حول جدواها وأثرها في الآخرين، فبمقدار ما تمنح ستحصد.