الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

اللقاح.. ومؤامرة الشرائح الإلكترونية

انتظرنا ما يقارب العام حتى يظهر لنا بصيص الأمل لنخرج من أزمة كورونا، وبعد أن وجدت البشرية طريق الخروج، وأوجدت اللقاح المعطل للفيروس حتى شاهدنا موجة من نظريات المؤامرة، والمؤامرة هذه المرة ارتبطت بالتكنولوجيا والشرائح الإلكترونية، وأن اللقاح غطاء لزرع مثل هذه الشرائح بداخل جسم الإنسان بهدف مراقبته والتأثير فيه وعليه.

هذه النظرة المتشائمة قاصرة في العديد من الجوانب، أهمها: أن التكنولوجيا الخاصة بالشرائح الإلكترونية البشرية لم تتطور (حتى الآن) لتصل لقدرة تُمكنها من مراقبة الناس والتأثير بهم كما يظن البعض، فحالياً الرقائق أو الشرائح الإلكترونية تقتصر إمكانياتها على تخزين بعض المعلومات مثل بطاقات الائتمان وبطاقات العمل وبعض المعلومات الشخصية الأخرى، ولم تتطور بعد لترتبط بالخلية البشرية وتؤثر بها أو تتحكم بها.

وأيضاً هناك جانب آخر ينفي الشائعات حول علاقة لقاح كورونا والشرائح الإلكترونية أن طريقة زراعة هذه الشرائح ليست متطابقة لكيفية حقن اللقاح، وهذا سبب ثانٍ يجعلنا نبتعد كل البعد عن كون اللقاح غطاء لزراعة الشرائح في أجسام البشر، أما السبب الثالث، فهو ليس هناك حاجة لمراقبة الناس من خلال هذه الشرائح بوجود أجهزة الهاتف التي بين أيدينا، والتي يمكنها أن تتحول لأهم أداة لمراقبتنا.

العديد من لقاحات كورونا بدأ للاستخدام الطارئ، وتم تلقيح الأشخاص المعرضين للإصابة بشكل كبير، ومنهم الأطباء والعاملون بالخطوط الأمامية، وهؤلاء هم أكثر الأشخاص علماً وتعليماً بخصوص اللقاحات وكيفية عملها، ولهذا وجدناهم أكثر انفتاحاً وثقة باللقاح، ولم نجد منهم تلك الشكوك حول ارتباط اللقاح بأي تكنولوجيا متعلقة بالرقائق الإلكترونية، ولهذا علينا النظر للأمور من زاوية مغايرة، وأن نثق بالعلم والتطور الذي ناشدناه منذ بداية الجائحة ليجد لنا اللقاح ونخرج من الأزمة، واليوم وبعد إيجاد اللقاح بدأنا نتخوف ونرى الأمور من باب نظرية المؤامرة.

في هذا التوقيت علينا أن نثق بالعلم والتكنولوجيا، فهما من كان لهما الفضل بإيجاد اللقاح بهذه السرعة كما كان لهما الفضل في حماية أرواح الملايين، وساعدا كثيراً من الحد من تفشي الفيروس وانتشاره، وستساعد التكنولوجيا كثيراً في دراسة فعالية اللقاح وتأثيره وتطوير فعاليته خلال المرحلة المقبلة، ولكي نخرج من أزمة كورونا ليس لدينا حل إلا اللقاح لتعود الحياة كما كانت قبل هذه الجائحة، ونطوي صفحة كورونا ونستعيد ما خسرناه خلال هذه الأزمة، بعيداً عن نظريات المؤامرة وخيالاتها وتخيلاتها.