الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

الطائرة الرئاسية.. وربط الأحزمة

دعك من تيار الصحافة الجارف، ودعك أيضاً من صخب الفضائيات وضجيج المنصات، فخلاصة ما يجري في أمريكا الآن، هبوط اضطراري للطائرة الرئاسية المعروفة اختصاراً بـ«إيرفورس وان».

تلك الانتخابات الأمريكية في مجملها لم تكن عادية، وآخر صولاتها تلك التي ننتظرها في الخامس من يناير في ولاية جورجيا التي ستحدد مصير مجلس الشيوخ، والأرجح أنه سيبقى بقيادة جمهورية بسيطة.

في ظل قيادة ديمقراطية بسيطة أيضاً في جناح الكونغرس الآخر، مجلس النواب وعدم اعتراف الرئيس دونالد ترامب بهزيمته أمام منافسه جو بايدن، فإن الانقسام ازداد حدة في أمريكا على نحو غير مسبوق، أصبح الحديث فيه علانية عن سيناريوهات عدة، من بينها: حرب أهلية ثانية أو إعلان جزئي للطوارئ من 4 إلى 6 ولايات متأرجحة، حيث يقول ترامب ومؤيدوه في الحزب الجمهوري، وهم أغلبية ساحقة غير مسبوقة في الحزب، إنها تعرضت لتزوير ممنهج كبير أثر في نتائج الانتخابات فيها.


هل يحدث الخيار الثاني وهو الأرجح أم لا؟ تلك مسألة ستحسم إما في الخامس أو السادس من الشهر المقبل على ضوء نتائج جورجيا، وكيفية استجابة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي لدعوات الجمهوريين الخطية بعقد جلسات استماع حول تزوير الانتخابات، كما أنه من شبه المؤكد حصول احتجاج في مجلس النواب من قبل الجمهوريين على التزوير، والذي يتطلب توقيع عضو واحد، على الأقل، في مجلس الشيوخ لبحث الكونغرس في جلسة مشتركة لمجلسَيه تلك المزاعم، وبالتالي التحفظ على النتائج المطعون بها، والدعوة إلى إعادة إجراء الانتخابات فيها، أو اللجوء إلى خيار آخر، وهو تصويت محكوم سلفاً أنه سيكون لمصلحة الجمهوريين لامتلاكهم غالبية مجالس النواب في الولايات الخمسين، حيث يكون التصويت بواقع صوت واحد لكل ولاية.


ثم جاءت مسألة القرصنة الخارجية على بنى تحتية حساسة في أمريكا لتزيد من الطين بلة، فبحسب وزير الخارجية مايك بومبيو، روسيا هي المتهمة، فيما آثر ترامب التقليل من وطأة ما جرى، مؤكداً أن كل شيء تحت السيطرة، مُلمِّحاً إلى ملفَّي الانتخابات والتدخل الصيني!

لن يكون بالتأكيد هبوط الطائرة الرئاسية هبوطاً طبيعياً سلساً في نهاية ولاية ترامب الأخيرة أو الأولى، ولن يكون، قطعاً، إقلاعه بها نحو ولاية ثانية بالسلس أيضاً.. ثمّة من يلوح الآن بخيارات بعضها خارجي يشير تارة باتجاه الصين وتارة أخرى صوب إيران وأذرعها في الشرق الأوسط، فمن يكون الهدف؟ وما تكون تصفية بحجم قاسم سليماني؟