الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

استثمارات 2021.. الآفاق والمزالق

ما المخاطر التي يمكن أن تواجه المستثمرين العام المقبل؟ وهل يمنحهم 2021 أرباحاً تعويضيَّة، أم يكون مليئاً بالآلام على غرار 2020؟

في الوقت الراهن تلوحُ في الأفق عدة مخاطر رئيسية تراوح بين إحكام الحزب الديمقراطي قبضته على مجلسَي الكونغرس الأمريكي في حال فوزه بمقعدي مجلس الشيوخ بولاية جورجيا خلال الخامس من يناير المقبل، وهذا ستكون له تبعاته على الشركات والمستثمرين، مع احتمالية تصعيد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين إلى مستوى إنشاء تحالف رأسمالي ضد الصين، وفشل اللقاحات، لا قدّر الله، في القضاء على الجائحة الفتاكة، وعجز الأسواق الناشئة عن سداد الديون، وتوسع رقعة الكساد الاقتصادي، وتدهور سعر الدولار.

لا يعد سؤال المخاطر نوعاً من الرفاهية، لأنه يهمُّ المستثمرين، وصانعي السياسات المالية في آنٍ واحد، حيث لا يزال وضع الاقتصاد العالمي مضطرباً في ظل اندلاع موجة ثانية من الوباء أعادت أوروبا للركود، ما يستنزف طاقة التعافي سواء في الولايات المتحدة، أو الاقتصادات الناشئة، وكلما طالت مدة الاضطراب الاقتصادي، زادت الندوب التي تلتهم النمو على المدى الطويل، وليس هناك ما يطمئن المستثمرين أكثر من معرفتهم بجاهزية البنوك المركزية، ذات الجيوب شديدة العمق، لشراء أوراقهم المالية في أي وقت، وبأي سعر.


يقيناً، فإن المستثمرين في زمن كورونا أحد رجلين، إما رابح، وهذا عليه أن يقرر في 2021 ماذا سيفعل بأكوامه النقدية الضخمة، وإما خاسر، وهذا يتعين عليه أن يركز فوراً على سداد الديون، وتحسين هيكل العمل والتدفق النقدي، وقد وفر الوباء فرصاً جديدة وواعدة للاستثمار، عبر حزمة من التغيرات التكنولوجية، والاجتماعية، والطبية، فضلاً عن انفجار ماكينة التجارة الإلكترونية.