الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

ضرورة.. أم ترف؟

أثار انتباهي شعار هذا العام الذي رفعته اليونيسكو للاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، الموافق 18 ديسمبر من كل عام، وهو: «مجامع اللغة العربية ضرورة.. أم ترف؟».. فعن أي ترف يتحدثون؟ إذا كان استعمال اللغة العربية ذاتها يعتبره بعضنا تخلفاً، فطعّموا كلامهم بالألفاظ الإنجليزية والفرنسية، بصفتهما رمز التحضر، وعن أي ترفٍ يتحدثون وقد أهمل العرب لغتهم؟ ولم تعد فخراً كما كانت في عصور سابقة، عصور كان فيها المثقفون والباحثون والدارسون في أصقاع الأرض يعتبرون تعلمها شرطاً يستوجب الدخول إلى بوابة المعرفة والفلسفة والفكر والعلوم.
لا وألف لا، مجامع اللغة العربية ليست كماليات ولا ترفاً، بل هي ضرورة عليها أن تقوم بدورها، معظم العواصم العربية فيها مجمع للغة العربية، ولكن لا نسمع عن نشاط أيٍّ منها، لماذا لا ترصد المطروح من الكتب والكتابات؟ ولماذا لا تُصدر بياناً سنوياً ملزماً لكل صاحب قلم؟ ولماذا لا تقوم بدورها في ترجمة المصطلحات الحديثة ذات العلاقة بمستجدات العصر، ولماذا لا تحسم الخلاف في تفسير المصطلحات عامة، الحديث منها والقديم؟ فتعدديَّة المعاني والتفاسير للمصطلح ذاته تؤدي للاختلاف والخلاف، بل إن معظم الخلافات الفكرية والحوارية قائمة على عدم الاتفاق على مفهوم المصطلحات ودلالاتها.
يقول الشاعر محمود درويش «من لغتي ولدت»، وذلك في قصيدته «أنا لغتي»، فلغتنا هي هُويتنا، بل هي أهم عناصر الهوية العربية ومكوناتها، وتمسكنا بها يعني تمسكنا بالبقاء، وعلى المجامع اللغوية أن تقوم بدورها لتحقيق بقائنا أمة عربية، وإلا فسوف نذوب مع الشعوب وننتهي، فلغتنا هي آخر أسلحتنا، فلنتمسك بها.