الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

كورونا.. لحية المرأة والرجل التمساح

يستحق الرئيس البرازيلي بولسونارو تأمُّلاً خاصاً خلال ذروة وباء كورونا في بلاده تحديداً، فقد قرَّر الرجل أن يتعامل بالمزاح، بحيث يمازح شعبه ويمازح الكارثة.

البرازيل البلد الثاني عالمياً بعد الولايات المتحدة في الإصابات والوفيات، فقد البرازيليون حتى الآن أكثر من 185 ألف مواطن بسبب كورونا، الرئيس بولسونارو - نفسه ـ أصيب في شهر يوليو الماضي بهذا الوباء وعولج منه.

وبمجرد ظهور لقاح شركة «فايزر» الشهر الماضي، تعرض لانتقادات حول كفاءته في العلاج، وأبدى كثيرون حول العالم شكوكهم في هذا اللقاح وفي أي لقاح آخر سواء كان اللقاح الروسي أو الصيني، أو غيرهما.


لقد تصور البعض حول العالم أن اللقاحات جزء من مؤامرة كونية للعبث في الحمض النووي للإنسان، بما يسمح بإبادة 80% من سكان العالم، وفي المقابل حرص عدد غير قليل من المسؤولين حول العالم على دعم اللقاح، وحث المواطنين علي تلقيه، ووصل الأمر إلى حد تلقي عدد منهم اللقاح علناً لطمأنة مواطنيهم، فمثلاً فعل ذلك مايك بنس نائب الرئيس الأميركي، وكذلك السيدة نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب «الكونغرس الأمريكي» وفي منطقتنا العربية تلقى اللقاح جلالة ملك البحرين.


الرئيس البرازيلي قرر ممازحة شعبه، في خطاب ألقاه يوم السبت، حيث أخبرهم بأن اللقاح الجديد قد يؤدي إلى إنبات لحية للمرأة، وقد يصبح صوت الرجل مخنثاً أو يصير الرجل تمساحاً، وهذا لا يعني أنه سوف يمنع استعمال اللقاح، بل سيكون متاحاً لأيّ مواطن بمجرد أن يحصل على موافقة الجهة المختصة صحياً لديهم.

وكانت المحكمة العليا في البرازيل قد قررت أن التطعيم يجب أن يكون إلزامياً، لكن الرئيس أكد أنه لن يتلقى اللقاح ليس لأنه ضد اللقاح، ولكن لأنه سبقت له الإصابة وعولج، ومن ثم تكونت لديه أجسام مضادة للفيروس.

يذكرنا الرئيس بولسونارو بالراحل معمر القذافي، الذي كان بارعاً في إطلاق هذه النوعية من التصريحات، التي تنطوي علي قدر من المزاح أو التهكم، وإن لم يخل بعضها من عمق خاص ورسائل مغلفة كان القذافي يريد إيصالها لأطراف محددة في المنطقة العربية أو في العالم.

قارن كلماته بتصريحات بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني، الشتاء الماضي، قال: «ودعوا أحبابكم».. الأمر الذي أثار الفزع بين البريطانيين وحول العالم، ونال عنه كثيراً من الانتقادات.

عموماً يرى بعض علماء النفس أن مواجهة المواقف الصعبة أو المأساوية بقدر من المزاح والفكاهة، قد يخفف من مشاعر الأسى والألم.