الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

صراع الكبار.. والشركات الصغيرة

سبق أن كتبت عن تغييرات ستجريها شركة أبل في طريقة عرضها لما تفعله التطبيقات ببيانات الناس، الشركة ستخبر الناس قبل تثبيت التطبيق عما يتطلَّبه من أذونات وبيانات يجمعها لكي يعمل، وعندما يثبته المستخدم على هاتفه ويشغّله سيرى تنبيهاً يخبره أن التطبيق يتطلب هذه الأذونات والبيانات، فهل يوافق المستخدم على إعطاء التطبيق إمكانية جمع ما يريد أم لا؟

بالطبع كانت فيسبوك ولا تزال الصوت الأكثر احتجاجاً على هذه الفكرة، لأن نموذج تربُّحها يقوم على أساس جمع كل ما يمكن من البيانات، وقد نشرت فيسبوك إعلاناً على صفحة كاملة في الصحف الأمريكية تقول فيه إنها تهتم بالشركات الصغيرة، والتغيير الذي تنوي أبل تنفيذه قريباً سيضر بالأعمال الصغيرة.

من ناحية أبل، هذا التغيير مهم لأنه يزيد شفافية نظام تشغيلها وأجهزتها، وأبل تعتمد في أرباحها على بيع الأجهزة وتقديم الخدمات وليس بيع الإعلانات كما تفعل فيسبوك، ترويج أجهزة أبل على أنها منصة تهتم بالخصوصية وسيلة لجذب الناس، لأن المنصة الأخرى المنافسة تمتلكها غوغل التي بدورها تعتمد على جمع البيانات وبيع الإعلانات.


ما ستفعله أبل قد يضر حقاً بمؤسسات الأعمال الصغيرة، ولا شك سيحد من قدرات فيسبوك على جمع البيانات، ونموذج التربح القائم على انتهاك خصوصية المستخدم استمر لسنوات عدة، والتغيير لكبح هذه الانتهاكات التي لم تحدث إلا في السنوات القليلة الماضية، هو نموذج تربّح بُنِي على أساس خطأ، ولا يمكن له الاستمرار إلى الأبد، الشركات يمكنها أن تتغير وتمارس أعمالها بطرق أخرى تحترم خصوصية الناس.