الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

أمريكا وإيران.. والخليج العربي

ليس من المنطق أبداً مقارنة القوة الأمريكية بما تملكه إيران من بقايا عتاد عسكري، يعود في معظمه إلى بقايا الحرب العالمية الثانية، فالقوة الأمريكية ضاربة وتخشاها الدول الكبرى في العالم، وهنا يأتي السؤال المهم: ما الأوراق التي تمتلكها إيران لخدش بعض جدران القوة الأمريكية في المنطقة؟

إيران تحاول أن تستثمر موقعها الجغرافي على الضفة الشرقية من الخليج لتهديد مصالح أمريكا، وهذا هو مفتاح المناوشات التي تحاول إيران صناعتها، وعبثاً تحاول من خلالها تهديد أمريكا وحلفائها في المنطقة.

التهديد الإيراني من المؤكد أنه لا يعني شيئاً لأمريكا بسبب التفاوت الهائل بين القوتين، ولكن إيران تستفيد من خبراتها في تدخلاتها في المنطقة وحروبها في سوريا والعراق واليمن، ولذلك لن تجرؤ إيران على تهديد القوة الأمريكية، ولكنها سوف تتوعد بعمليات إرهابية في المساحات الجغرافية التي قد تمتلك فيها ميليشيات، كما لن تجرؤ إيران على إطلاق صواريخها الباليستية من أراضيها، كونها إن فعلت فستبرر لأمريكا تدمير قوتها، خاصة أن النظام الإيراني ظل يتحاشى المواجهة المباشرة مع أمريكا طوال العقود الأربعة الماضية.


في المواجهة المحتملة بين إيران وأمريكا هناك طرف ثالث هو أقل صبراً من أمريكا، ويرغب في تدمير القوة الإيرانية النووية بسرعة، هذا الطرف هو إسرائيل، التي ستدفع باتجاه تعطيل التقدم الذي قد تحققه طهران في مشروعها النووي، وهذا ما يطرح عدة سيناريوهات للمواجهة المحتملة، منها: أن إسرائيل لديها الرغبة المؤكدة في عدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي، وهذه الرغبة لن تنتهي إلا بتدمير المفاعلات النووية الإيرانية، أو على الأقل تعطيلها لعقود مقبلة، ومنها أيضاً: رغبة دول الخليج وبعض الدول العربية في تقليم أظافر إيران في المنطقة وإخراج ميليشياتها من دول مثل: العراق واليمن وسوريا.


أي مواجهة بين إيران وأمريكا ستكون مدعومة بالقوة الإسرائيلية أيضاً، وسوف يتحرك العالم لحماية الممرات البحرية الدولية ويقف مع أمريكا في النهاية بحسب جدول المصالح الدولية.

لذلك فإن إيران لن تجازف بفرض المواجهة على جيشها، لأنها تدرك أن كل جيرانها سوف يستثمرون الفرصة لتصفية حساباتهم معها من خلال الدعم الذي سوف توفره أمريكا، التي تدرك أن إيران خطر مستمر على المنطقة، خاصة أنها تعود إلى إحياء مساراتها الداعمة للإرهاب، والهجوم على السفارة الأمريكية في العراق هو أحد الصور المقلقة لأمريكا، التي تدرك أن بينها وبين إيران، الخليج العربي الذي تكفلت بحمايته من العبث الإيراني.