الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

المخرج الآمن للبيت الأبيض

لا يخفى على متابعي الأخبار وأفلام هوليوود، أن للبيت الأبيض جناحين، أشهرهما الجناح الغربي، وحدائق أهمها: حديقة الزهور، ومداخل بوابتها الرئيسية تلك التي يستقبل فيها الرئيس المنتهية ولايته، في ظهيرة العشرين من يناير، سلفه في الإقامة المؤقتة لخدمة الأمة الأمريكية.

ولا حاجة لخبراء في القانون الدستوري، لإدراك أن المهام الرئيسية التي تبث على الهواء مباشرة من أمام الكونغرس تنحصر في خدمة الأمة والدفاع عن مصالحها، وصون الدستور، وحماية الاتحاد والجمهورية.

في الأسبوع الماضي، ظهر جلياً ما يفكر فيه الرئيس دونالد ترامب وأركان إدارته والأغلبية الساحقة في الحزب الجمهوري.. القضية ليست انتخابات متنازعاً عليها، القضية كانت أو صارت قضية الحفاظ على جمهورية ديمقراطية حقيقية تخدم مصالح الأمة لا «الشركات» ولا «المؤسسات» ولا حتى «الدولة العميقة».. فلسفة الحكم في «العالم الجديد» قامت في الأصل على حكم الشعب للشعب بنفسه ولأجله.


ليس عبثاً أيضاً الترويج عبر منصات التواصل الاجتماعي، لمقارنة ترامب برؤساء سابقين يتمتعون بمكانة تاريخية «أيقونية».. ترامب نفسه اختال عبر مناسبات كثيرة بالمقارنة بينه وبين الراحلين رونالد ريغان وأبراهام لينكولن، وكلاهما جمهوريان. لكن الجديد الآن الإشارة إلى رئيس ثالث، لكنه ديمقراطي وهو الراحل جيه إف كيندي الذي لا يزال اغتياله سرّاً يقال إنه من أسرار الدولة العميقة، وتحديداً مكتب التحقيقات الفدرالية «إف. بي. آي» ووكالة الاستخبارات المركزية «سي. آي. إيه» وهو ما ظل في مجمله ضرباً من نظريات المؤامرة بكل شطحاتها وهلوساتها.


لكن هناك من يخشى فعلاً من التعرض لحياة ترامب، أو حتى الرئيس المنتخب «المفترض» جو بايدن، ولأول مرة منذ عقود يتم الحديث علانية عن خيارَي الحرب الأهلية «الثانية»، أو إعلان ولايات الانفصال، لا للاستقلال الانفرادي، بل لإعادة التشكل في اتحاد جديد، وهذه المرة لن يكون العنوان كما تم الترويج له تاريخيّاً بأنه انقسام حول قضية العبودية بين شمال وجنوب.

حتى التقسيمات المعهودة كولايات حزام الصدأ أو الحزام الإنجيلي لم تعد دقيقة، الانقسام الحقيقي الآن بات شرقاً وغرباً، والقضية صارت رأسمالية اقتصادية ويميناً اجتماعياً محافظاً، مقابلة اشتراكية اقتصادية وليبرالية اجتماعية أقرب ما تكون لليسار المتطرف.

ثمة مخارج للداخل والخارج من البيت الأبيض: أبدأ بمخرج بايدن وهو شبه مستحيل لكن وارد، وهو إعلانه الانسحاب لأسباب صحية طارئة أو لحماية ابنه هنتر من تبعات تحقيقات الفساد أو إعلان ترامب المغادرة من المخرج الخلفي لعودة مظفرة في 2024.