الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الحكومة اليمنية الجديدة.. والحوار الشامل

شهد يوم 18 ديسمبر الماضي، الإعلان عن تشكيل حكومة يمنيّة جديدة، ولأول مرة في تاريخ الوزارات اليمنية، فازت المناطق الجنوبية بعدد كبير من الحقائب الوزارية، وجاء قرار تشكيل الحكومة بهذه الطريقة، نتيجة مفاوضات مطوّلة بين السلطات اليمنية الرسمية وقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، تم تنظيمها في الرياض بوساطة سعودية.

وبحسب معلومات يجري تداولها، فإن توقيع مرسوم التشكيلة الحكومية الجديدة من طرف رئيس الجمهورية اليمنية، كان مسبوقاً بانسحاب متبادل للقوات المسلحة من خط التماس في محافظة أبين، وإجلاء الوحدات المقاتلة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي من عاصمة اليمن الجنوبية عدن.

وسارعت موسكو للترحيب بهذه الاتفاقية وعبّرت عن ارتياحها لهذا التطور المهم، وأشادت مصادر روسية مأذونة بالدور الوساطي الفعّال الذي اضطلعت به كل من: المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، لمساعدتهما في التوصل لهذه التفاهمات وتنفيذها عملياً.


ونحن في روسيا، ننطلق من الحقيقة التي تفيد بأن ثمّة خطوات مهمة تم قطعها من أجل التنفيذ العملي للاتفاق، الذي تم التوصل إليه في الرياض يوم 5 نوفمبر 2019، والذي يقضي بتطبيع الأوضاع في جنوب اليمن، وعودة الاستقرار والهدوء إليه.


ونأمل أيضاً بأن تؤدي هذه الإجراءات إلى الرفع من مستوى الأمن العام، وأن تسمح لنا بالتركيز على مهمة حلّ المشكلات المعقدة والعاجلة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، التي يعاني منها هذا الجزء من اليمن. وكنا دائماً ندعو للعمل على سرعة تنفيذ بنود وثيقة الرياض المتعلقة بإطلاق المفاوضات بين الوفد المشترك للسلطات اليمنية الرسمية والمجلس الانتقالي الجنوبي من جهة، وقيادة حركة الحوثي «أنصار الله» من جهة ثانية، فيما يتعلق بمستقبل الترتيب السياسي لليمن.

وفي الوقت ذاته، كنا نكرر في مناسبات عدة، التأكيد على موقفنا المبدئي الذي يتلخص في ضرورة إنهاء جميع الأعمال العدائية في اليمن.

وندعو كل أطراف النزاع المتواصل في اليمن منذ بضع سنوات، لتجنب الضربات التي قد تصيب المدنيين العُزّل والبنية التحتية بالأضرار البالغة.

وتعتقد موسكو أن التوصل إلى حلول فعالة ودائمة لمشكلة التناقضات المتراكمة في اليمن بما في ذلك قضية تركيبة هيكل الدولة الإقليمية، لا يمكن تحقيقه إلا عن طريق الحوار الشامل والبنّاء بين الأطراف المؤثرة، مع أخذ المصالح السياسية المشروعة للقوى الرائدة في البلاد بعين الاعتبار.

وفي إطار الاتصالات المنتظمة مع الأطراف المعنية بالأزمة اليمنية، سوف تواصل موسكو الإسهام بكل الطرق المتاحة لها لتحقيق هذه الأهداف.