الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

2020.. صفعات ودروس

كالجنين الذي يتحضّر لأُولى صرخاته وهو يعتصر رحم أمه ألماً في أشد نقطة عند المخاض، نودع عام 2020، وكأننا نستعد لولادة جديدة.. وكأنها الأرض تحاول التقاط أنفاسها بعد موجة تسونامي هائجة، وهي في مرحلة بعثٍ دنيوي بعد فوضى خلاقة أفرزتها أحداث نادرة على مدار العام المنقضي.

بين الفقد والاكتساب، سارت بنا الأيام لتعلمنا دروساً في الحياة خلال فترة وجيزة لم نكن لنتعلمها طوال سنوات حياتنا مجتمعة.. لعل أهمها: أن الصحة رأس مال الإنسان، وهي الأَوْلى والأُولى بالنسبة له بفارق.

فيها أدركنا مقامات الناس، من منهم يستحقون التربّع على عرش الاحتفاء كالأطباء والممرضين ورجال الأمن والإعلاميين وعمال النظافة، وكل من هم في الخطوط الأمامية، وسقطت الأقنعة عن أصحاب العقول المزيفة ومشاهير الخواء وعبدة المال.


2020، بقدر رسائلها من طاقات ترهيب وتهويل، جاءت ـ محملة بها ـ لتؤكد أن لكل أمرئ ما نوى، فكانت تلك نوايا جمعية تمثلت في مخيلة العالم.. في عيون البعض هي قانون جذب، وفي عيون الآخرين هي قدَر مكتوب في لوح محفوظ!


لقد تفوقت التكنولوجيا وأجبرت الناس على محو أميتهم الرقمية، وشرّع الفضاء أبوابه ليسبر الإنسان أغواره، فشهدنا أحداثاً كبيرة، منها: هزاع الإماراتي إلى هناك، ومسبار الأمل يحقق حلم العرب.. وهكذا كان للعام وجه جميل أيضاً و«مختلف».

وبين كل هذا وذاك نتساءل: ما الذي تغير في داخلنا؟.. هل اكتفينا تطيراً من توافه الأمور، وسمت أرواحنا نحو مفاهيم روحية أعمق؟ وكيف سنستقبل عام 2021، وما هي أمانينا وشكل إنسانيتنا، وهل أدركنا أخيراً أننا جميعاً سواء أمام قدر الله؟.. أقبل أقبل أيّها العام الجديد، ربما تكون حاملاً للخير.