الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

شهادتك الجامعية في اليوتيوب

إذا كنت ممن يحلمون بأن يصبحوا أحد الموظفين في شركة تسلا أو غوغل أو غيرهما من الشركات العالمية، فأنت لست بحاجة لشهادة جامعية، فهذه الشركات لا تبحث عمن لديه درجات علمية، بقدر ما تبحث عن شخص مبدع صاحب أفكار قادر على الابتكار.

الشركات العالمية تبحث عن العقول القادرة على التطوير والتطور، والأُولى لا تتم إلا إذا تمّت الثانية، واليوم بات باستطاعة أي شخص أن يتطور ويتعلم أي مهارات يريدها دون الذهاب لمراكز تدريب أو الانتساب لجامعة، فكل ما عليه أن يجلس خلف جهاز كمبيوتر أو يحمل بيده هاتفاً موصولاً بالإنترنت، ويضع في رأسه مهارة معينة يريد تعلمها، وسيجد مئات الآلاف من الشروحات النظرية والعلمية والتعليمية والتطبيقية المحملة على شبكة الإنترنت، ويستطيع من خلالها أن يصبح أفضل شخص في هذا المجال «إن أراد هو ذلك طبعاً».

شبكة الإنترنت أتاحت لأي شخص أن يحصل على التعليم، وكأنه خريج أفضل الجامعات العالمية، صحيح أن كثيراً من شركاتنا ومؤسساتنا في عالمنا العربي لا تزال تبحث عن أصحاب الشهادات وخريجي الجامعات العالمية المرموقة، ولكن هناك توجهاً عالمياً بتغيير هذه السياسات وتدريجياً ستصل لنا هذه الموجة، وستصبح حتى شركاتنا تبحث عن أصحاب المواهب حتى وإن كانوا خريجي قنوات اليوتيوب.

التكنولوجيا الحديثة وتطور الشبكات والزيادة في سرعة الإنترنت، بالإضافة لتطور تقنيات الواقع المعزز ستزيد من فرص التعلم الذاتي، وتزيد من قدرة من أراد أن يسلك هذا الطريق للوصول لمبتغاه من العلم والمعرفة والمهارة.

في مقبل الأيام ستصبح شهادتك الجامعية مختومة بختم اليوتيوب أو غيره من منصات الفيديو، ويوماً بعد يوم سنجد زيادة ملفتة في عدد برامج التعليم عن بعد، خصوصاً وأننا جربنا خلال جائحة كورونا العديد من تقنيات الاتصال المرئي، والتي أثبتت فعاليتها في جمع العالم تحت منصة واحدة، ومكنت من في القطب الشمالي أن يخاطب من يعيش بالقرب من خط الاستواء، وهذا ما يؤكد أن التعليم عن بعد سيكون متاحاً بكثرة بعد أن اختبرنا فعالية هذه التقنيات.

جامعتك في هاتفك، وشهادتك ستحصل عليها من اليوتيوب؛ فقط إن أردت أن تتعلم المهارة لتصبح أعظم ماهر في مجالك، أو في المجال الذي تجد شغفك فيه، وستجد من يبحث عنك، فالعالم بدأ يؤمن بأصحاب المهارات أكثر من إيمانه بأصحاب الشهادات، فقط ضع نقطة تريد الوصول إليها، وستجد بأن التكنولوجيا سهَّلت طريقك للوصول إليها.