الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

عام 2020.. رؤية تقييميَّة

غادرنا عام 2020 بلا ندم.. لقد كان عاماً صعباً، وكانت لفيروس كورونا تأثيراته السلبية على السياسات العالمية، وأدى لحدوث أزمة عميقة في صلب الاقتصاد العالمي.

الآن، دخل العالم فترة التعافي الطويلة والصعبة، وفي الوقت نفسه لا تزال التحديات التي تهدد الاستقرار العالمي قائمة، ولم نشهد أي تحسن على مستوى مكافحة الإرهاب، وتهريب المخدرات، والجرائم العابرة للحدود، كما بدأت بؤر جديدة للتوتر في الظهور.

ومن المؤسف ألّا تؤدي المشكلات العامة التي يعاني منها البشر إلى تجميع جهودهم للعمل المشترك، ويعود السبب الأساسي في ذلك، إلى أن الغرب بقيادة الولايات المتحدة ليس مستعداً لتأسيس نظام للتعاون البناء والمنصف مع اللاعبين الدوليين الآخرين.


وفي محاولة من الدول العظمى للحفاظ على ما تبقى من قوة تأثيرها المتلاشية، فإنها تواصل استخدام مجموعة من الأدوات غير القانونية، مثل فرض الضغوط العنيفة وحتى الحروب الإلكترونية.


ومع ذلك، يمكن القول: أن قمة التأثيرات الغربية قد ولّت، وفي الولايات المتحدة، بلغ التوتر السياسي مستوى غير مسبوق، وفي أوروبا الغربية، وبالرغم من توقيع اتفاقية بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، إلا أن التناقضات بين الطرفين تزداد عمقاً وتجذّراً.

ويتحول مركز الاهتمام في السياسات الدولية من منطقة أوروبا - الأطلسي، إلى أوراسيا التي تشهد بروز مراكز عالمية صاعدة تسجل تطوراً سريعاً، وباعتماد دول المنطقة على تقاليد تعود لعدة قرون، فإنها عرفت كيف تعزز سيادتها وتدعم استقلالها الاقتصادي والتكنولوجي، وتحقق التطور اللافت في ميادين مختلفة.

وأوراسيا اليوم ليست مجرّد مساحة ذات موارد اقتصادية ضخمة، بل تُعد أيضاً المنطقة التي تسجل أعلى سرعة للتطور والنمو، وتهتم روسيا بالتنسيق والتكامل معها، ويتضح ذلك من خلال مبادرة الرئيس فلاديمير بوتين لإقامة شراكة أوراسية ضخمة، تهدف لحل جميع المشكلات العالقة، ويتم العمل هنا بطريقة ناجحة وعلى أساس التنسيق بين خطط «الاتحاد الاقتصادي الأوراسي» والمبادرة الصينية الشهيرة «حزام واحد، طريق واحد».

وقدمت روسيا مساعدات لدول حلّت بها جائحة فيروس «كوفيد-19» خلال عام 2020 من خلال التعاون الثنائي أو متعدد الأطراف، وهي على استعداد لمواصلة التعاون مع الشركاء الأجانب المهتمين بالتعاون من أجل التغلب على تداعيات هذه الجائحة، وهذا هو الفرق بيننا وبين عدد من الدول الغربية التي لا تكتفي بتسييس هذه القضية الإنسانية، بل تحاول أيضاً الاستفادة من الجائحة لمعاقبة الدول التي لا تتفق معها، ويُوحي ذلك بأن العالم سيواجه خلال عام 2021 كوارث جديدة.