السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

أمنيات سنة جديدة

في الكلمة طاقة قد تكون إيجابية أو سلبية، وعادة ما ترافقها صورة ذهنية تزامنها وتوازيها، وأكثر الأمثلة التي تؤكد هذه الفرضية، أنه إذا ما طلب منك أحد ألا تفكر في فيل أزرق، فإن أول صورة ترد على خاطرك هي صورة فيل أزرق، فالعبارة هي التي فرضت صورتها المرتبطة بها.
ولأن الأفكار عادة ما تجلب صويحباتها، بل تجلب كل ما يعززها، لذلك يطلب منك العارفون أن تجعل أفكارك وردية، مشرحة، مبهجة، لأنها ستستقطب كل ما يشبهها وما يجلب البهجة والسعادة، أما الكلمات السلبية التي ترافقها أفكار سلبية وتوازيها صور سلبية، وتجرُّ وراءها أشباهها من المواقف السلبية، التي لا نتمنى أن تتكاثر في أذهاننا وتسبب لنا القلق والتشويش والانصراف عن موجبات البهجة.
عديدة هي البطاقات التي تبادلها الجميع بمناسبة سنة جديدة، وذلك عبر وسائط تبادل الرسائل الإلكترونية، العديد منها يحمل أمنيات طيبة، تتوافق مع غاياتنا وحاجاتنا في عامٍ مقبلٍ نتوق لأن يكون أفضل من سابقه، فتبهجنا وتَسرُّنا، ولكن العديد أيضاً كان غير مناسب، علماً بأنه يحمل هو الآخر أمنيات لصالح المخاطب من طرف المرسل، ومنها على سبيل المثال أن يتمنى لك ألا يصيبك المرض، ولا الحسد وألا تقع في ضيق، وألا تتورط في أيّ ورطة، وألا تصيبك مصيبة ولا تفقد عزيزأً، وأن وأن وأن.. سلسلة من الأمنيات الطيبة، ولكن بصياغة وأسلوب لا يجلبان للذهن إلا صوراً سلبية، وبعضها تجده يطاردك ويطفو على سطح الأفكار، فتزيحه ويعود، وتعاود الكرّة.. الصياغة لها بالغ الأثر باستجابة طيبة لأمنيات السنة الجديدة.