الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

هل سيعلن ترامب الحرب.. قريباً؟

رصدت المخابرات الأمريكية وجود تهديدات إيرانية لمصالحها في المنطقة عبر مؤشر دالٍّ يتمثل في التدفق المسترسل للسلاح الإيراني إلى العراق بتنسيق من الميليشيات العراقية مع فيلق القدس الإيراني.

وهذا ما جعل الأوضاع في العراق تنبئ باحتمال انفجار خطير له تبعات أمنية وسياسية مكلفة جداً، بدليل تصريح قائد القيادة المركزية الأمريكية فرنك ماكينزي، وهو يرسل قاذفات بي 52 في الشرق الأوسط، للتحذير من مغبة أي اعتداء ضد مصالح بلاده هناك.

ويأتي هذا التحرك الإيراني ـ العراقي حسب تقديرات المخابرات الأمريكية بمناسبة مزدوجة، أولها، مناسبة مقتل سليماني التي يعتقد أنها لن تمر بدون ردود فعل انتقامية، وثانيها، مناسبة توجيه رسالة تهديدية إلى حكومة مصطفى الكاظمي التي تسعى بتخطيط أمريكي إلى دحر ميليشيات الحشد الشعبي، باعتبارها دولة موازية للدولة العراقية.


لا بد من الإشارة هنا إلى أن هذه الميليشيات الموالية لإيران أصبحت تنازع الدولة الرسمية بفرض قانونها الخاص كمداهمة البيوت وتفتيشها في مناطق من الموصل، بحثاً عن ناشطين مدنيين أحرقوا صور سليماني.


ما يؤزم الوضع سياسياً، هو تلك التهديدات المباشرة بالقتل الصادرة عن الجنرال إسماعيل قاآني قائد فيلق القدس، وهو يخص بها الرئيس الأمريكي ووزير الخارجية والدفاع ورئيس المخابرات.

تزامنت هذه التهديدات مع تحركات استباقية لهذه الميليشيات بعد تطور الأحداث في عدن عقب قصف المطار، إذ أمر الجنرال إسماعيل، القيادات المحورية بالمغادرة السرية للعراق تجنباً لاغتيالات جديدة، استناداً إلى خطة التنكر المتجدد والسريع لمختلف القيادات الفاعلة.

تأتي هذه الخطة استفادة من خطأ الانكشاف العلني للرؤوس المدبرة للمشروع الإيراني، وثباتها في أمكنة معلومة، ما سهل اقتناصها من طرف الموساد.

هناك بالتأكيد إعادة النظر في مجمل الخطط الإيرانية واستدراك أخطائها السابقة، وهذا ما جعل قاآني خلال جلسة مغلقة في البرلمان الإيراني يبشر النواب بالجلاء الوشيك للقوة الأمريكية، أي إخراجها من المنطقة اعتماداً على تكتيكات متطورة ستنتهجها قوات المقاومة السابحة في فلك الحرس الثوري.

ويبدو أن من بين هذه التكتيكات تطوير تقنية خوض هجوم بالوكالة من خلال لبنان وسوريا والعراق وغيرها من البلدان، التي تسعى إيران للتغلغل فيها، هذا ما جاء في قول إسماعيل قاآني: «جريمة الاغتيال هذه فتحت الباب أمام أبناء الأمة الأحرار للانتقام».

لكن الرهان السياسي الأكبر في المنطقة، يبقى كامناً في مدى قدرة تحجيم أمريكا لإيران، أو في مدى قدرة إيران على طرد أمريكا من المنطقة كما ادعى قادتها.

ووفقاً لهذه التجاذبات التي قد تحبل باحتمالات غير متوقعة، نعتقد أن دونالد ترامب قبل أن يغادر البيت الأبيض سيعلن حربه على إيران، تحايلاً منه للبقاء رئيساً، لأن الدستور الأمريكي ينصُ على أن الرئيس لا يتغير في حالة الحرب إلى حين انقضاء أربع سنوات أخرى.. فهل سيحدث ذلك؟