الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

«الكرد» في استطلاعات الرأي التركية

منذ صدور نتائج انتخابات يونيو 2015 في تركيا والورقة الكردية تلعب دوراً بارزاً، سواء على مستوى المصالحة الوطنية الداخلية التي ضعفت منذ ذلك التاريخ، أو على مستوى تأثير حزب الشعوب الديمقراطي بزعامة صلاح الدين ديمرطاش، الذي تمكن في تلك الانتخابات من دخول البرلمان، وأثر ذلك بهبوط أعداد نواب حزب العدالة والتنمية في البرلمان، لدرجة لم تمكنه من تشكيل الحكومة منفرداً أولاً برئاسة أحمد داود أغلو في حينه، وعجزه عن تشكيل حكومة ائتلافية لامتناع أحزاب المعارضة من المشاركة فيها، ما اضطر الرئيس رجب طيب أردوغان إلى إعادة الانتخابات في شهر نوفمبر من العام ذاته، بعد تحالفه مع حزب الحركة القومية بزعامة دولة باهجلي.

هذا التحالف الحاكم وضع نصب عينيه إزاحة حزب الشعوب الديمقراطي من الساحة السياسية، أو إضعافه لدرجة لا يتمكن من التأثير بها على الانتخابات المقبلة، وبعد انسحاب عدد كبير من الأكراد من حزب العدالة والتنمية وانضمامهم إلى حزب الشعوب الديمقراطي في انتخابات يونيو 2015، أصبحت ضغوط حزب الحركة القومية على حزب العدالة والتنمية كبيرة، لتخفيف اعتماده على العنصر الكردي في حزبه، وجاء انقلاب يوليو 2016 ليجد التحالف الحاكم فرصته باعتقال صلاح الدين ديمرطاش والحكم عليه بالسجن، كما يعمل التحالف الحاكم اليوم على إيجاد آلية قانونية لحل حزب الشعوب الديمقراطي ومنع تكرار ولادته مرة أخرى.

حزب الشعب الجمهوري المعارض أدرك هذه الخطوة ضد حزب الشعوب الديمقراطي، فأرسل وفداً منه ليلتقي مع رئيس الحزب ديمرطاش المسجون، والتفاهم معه على العمل السياسي في المستقبل، وكذلك مانع حزب المستقبل بزعامة أحمد داود أوغلو من حل حزب الشعوب الديمقراطي، وذهب إلى الرأي ذاته حزب الديمقراطية والتقدم بزعامة علي باباجان، واعتبروا محاولة حل حزب الشعوب الديمقراطي تراجعاً في الديمقراطية في تركيا.


هذا التحالف لأحزاب المعارضة على رفض حل حزب الشعوب الديمقراطي، يكشف عن محور مهم من محاور تحالف المعارضة لمواجهة التحالف الحاكم في الساحة السياسية، وفي الانتخابات المقبلة، فالذي سوف يتمكن من كسب الأصوات الكردية فيها سوف يضيف رقماً مؤثراً على نتائج الانتخابات، إضافة إلى أسباب ومؤثرات أخرى سوف تكون مؤثرة على الانتخابات المقبلة، ومنها الأوضاع الاقتصادية وانهيار سعر الليرة التركية، وغيرها.


إن نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة في تركيا تشير إلى أن نسبة تأييد تحالف الجمهور المكون من حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية يواصل انهياره، وأن عدد الولايات التي يتقدم فيها تحالف الجمهور يبلغ 29، أما الـ52 ولاية المتبقية فتتخطى فيها المعارضة تحالف الجمهور.