الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

وحيد حامد.. لم يمضِ

حقيبته التي لازمته كانت تحمل أوراقه وأقلامه، وكان يحمل فيها أيضاً هموم الشعب وقضايا الماضي والحاضر، التي عالجتها الأعمال التي كتبها وأداها عظماء الشاشة المصرية.

وحيد حامد.. الذي رحل بما يليق به من كلمات ونعي وضجيج وجنازة حضرها كل من عمل معه من عمالقة الفن، وتفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات المصرية والعربية حيث تصدر نبأ وفاته نشرات الأخبار وترك إرثاً كبيراً من الأعمال التي ترجمتها الدراما المصرية وتناولت قضايا اجتماعية وسياسية شائكة، ولم تثنه المخاطر وتداعيات تلك الأعمال عن الكتابة ومعالجة تلك القضايا في كتاباته وأعماله، حيث عرف عنه أنه من أبرز من واجهوا الإخوان المسلمين في أعماله.

لقد كان علامة فارقة في مسيرة من أدوا أدواره وأهمهم النجم عادل إمام، الذي أبدع في الأعمال الدرامية التي قفزت به فوق حدود الأعمال الكوميدية ليترك له بصمة لا تنسى.. فمن منا لم يشاهد فيلم «الإرهاب والكباب» أو «طيور الظلام» و«اللعب مع الكبار» وغيرها؟


وحيد حامد على غير شاكلة أقرانه، فقد كان يتصدر مشهد البطولة مع الفنانين الذين يقومون بدور أبطاله، فكان نجماً في المقدمة وليس من خلف الكواليس، لأن أعماله كانت تصل لأبعد مدى ولها أكبر صدى، بل ترسم لأبطالها أقداراً مختلفة ومواقع متقدمة في ساحة الإبداع.


كان من صناع السينما العربية الذي قال كلمته فيها ولم يمضِ، بل ظلت الكلمة المثقفة والحرف الذي يشع أدباً، والمحتوى الثري هو العملة الصعبة في الزمن الصعب، الذي أعطى تأشيرة حضور لأعمال لم ترتقِ بالذائقة.