الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

مستقبل الزراعة.. إلى أين؟

حينما وقفت الدول الخليجية مع مصر وسوريا في حرب أكتوبر عام 1973، وفرضت حظراً على تصدير النفط للدول الداعمة لإسرائيل، ما تسبب بشلل العالم وتوقف الحركة وارتفاع أسعار كل شيء، هدد وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر في ذلك الوقت العرب بقوة سلاحهم ذاتها (حظر الغذاء مقابل حظر النفط)، وكان هذا جرس تحذير ولكن كالعادة لم ننتبه.

تتضاعف أسعار المواد الغذائية في العالم كل فترة، ما يؤدي إلى تدهور مستوى المعيشة لمئات الملايين من البشر، الذين باتوا يخصّصون بسبب فقرهم القسم الأكبر من مداخيلهم لتأمين الغذاء، وأصبحت الأرض والمياه والموارد غير كافية وسوف يبلغ عدد سكان العالم 9 مليارات في 2050، وهذا يتطلب مضاعفة الإنتاج الزراعي لتلبية الطلب فما الحل؟ الذكاء الصناعي وفَّر لنا الحلول، من خلال إدارة الأقمار الصناعية والطائرات دون طيار، والبيوت البلاستيكية الذكية وغيرها، وبات بوسع المزارعين تركيز جهودهم ووقتهم في تطوير محاصيل مستدامة، وصار بإمكانهم مراقبة مستويات المغذيات في الحقول، ومراقبة صحة النبات قبل انتشار الأمراض فيها، وتقليل نسبة رش المواد الكيميائية عليها بنسبة 80%، وتقليل النفقات بنسبة 90%، ما يعني تقليل تكاليف الزراعة وزيادة جودة المنتج.

العالم لن يقف وينتظرنا للحاق به، وهذا يتطلب تعاوناً بين الحكومة والقطاع الخاص، لأن المنتجات المحلية لا تلبي طلب المستهلكين، نظراً لمحدودية الموارد الطبيعية المائية والأرضية وصعوبة المناخ، إضافة إلى زيادة عدد سكان الدولة البالغ نحو 9.5 مليون نسمة.


وتشكل المنتجات المحلية من الخضراوات 12.3% من حاجة السوق، في حين تشكل الفواكه 23.9%، وهناك منافسة كبيرة من قبل (مافيا) بعض التجار المستوردين للمنتجات الزراعية، بالرغم من وجود 38 ألف مزرعة بالدولة، وبرغم التحديات، هناك أمل يتيحه لنا الذكاء الاصطناعي.


لذا يجب علينا أن نبدأ بنشر التكنولوجيا الزراعية والبيوت البلاستيكية الذكية، وتدريب المزارعين على كيفية استخدام هذه التقنيات، مع إدارتها لهم كمرحلة أولى حتى يكونوا قادرين على إدارتها بأنفسهم في المستقبل.

لقد تعلمت دولة الإمارات أن تكون مبادرة وسباقة في كافة أمورها، ونجاحنا في إدارة أزمة كورونا مقارنة بالدول الأخرى، يؤكد على أننا في الطريق الصحيح ولكن نحتاج إلى (تكاتف الجهود) وخطّة واضحة وسرعة تنفيذ.