الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

مرض التَّعْميم الظالم

للظلم صور وأشكال، ومنها التعميم في الحكم على الأشخاص والأشياء، والبعض لا يتوقف عند تصنيف الناس وفق منظوره أو تجاربه الفردية، وإنما يحاول أن يفشي فيروس حكمه الظالم بين من ليس لهم مناعة من تصديق كل شيء دون التقصي والبحث عن الحقيقة، أو من يسهل اقتيادهم نتيجة الحاجة والمصالح، أو استغلال ميولهم وموروثاتهم العرقية والعقائدية.

والبعض لا يكتفي بالتعميم فقط، ولكنه يضيف عليه مفاهيم غير واقعية، لترسيخ وتثبيت التعميم الظالم، كمن يضيف أو يختلق أدبيات ليست موجودة فيمن يشملهم التعميم.

وعند البحث عن المصابين بداء التعميم تجد أن بعض عوارضه ظاهرة ومنها إحاطة أنفسهم بهالة الفهم والتميز عن الآخرين، وآخرون ينشرون سموم تعميمهم لتحقيق مصالحهم والتزلف ومداهنة من هم في بؤرتهم، وأحياناً تكون العوارض خفيّة كتحقيق أهداف خاصة غير معلنة للمُعمِم أو خدمة لأجندات معينة منها متطرفة فكرياً أو مناطقياً.

وأحياناً يتنمَّر البعض في التعميم على من هو مقتنع بأن ينزع عن نفسه عباءة ماضيه وتعديل مسار حياته، أو أن يبتعد من البيئة أو الزمرة التي تطالهم التعميم، ولكن المتنمرين لا يقبلون خروجه بحجة أنه منافق وتعلق له مشانق الأحكام المختلفة! لا سيما أن الفئة المتنمرة لا تعِي أنه ليس شرطاً أنَّ كل من ليس منهم أو معهم، فإنه بالضرورة أن يكون ضدهم.

وفي حالات أخرى هناك من لا يقصد التعميم إلاّ أنه قد يقع فيه نتيجة هفوة أثناء الكلام أو الكتابة في حالة لم يستخدم بعض الكلمات والمصطلحات كمعايير للتمييز التي تقي الشخص التعميم مثل (البعض، الكثير، القليل، الأغلبية، منهم، أحياناً، غالباً، وبقيّة المصطلحات الفاصلة بين التعميم واللا تعميم).

وقد يتعرّض من لا يستخدم معايير التفرقة حتى لا يُتَهم بالتعميم إلى ردود فعل قاسية، قد تصل أحياناً للمساءلة القانونية، ومن جانب آخر هناك من الأشخاص من لهم القدرة في التلاعب بمصطلحات تلك المعايير بطرق فيها من الغمز واللمز ما يقربها للتعميم.

إن علاج التعميم وتصنيف الآخرين ووضعهم في خانات وبيئات لا يرغبون فيها، هو في استخدام المضاد الحيوي «دع الخلق للخالق»، مع تناول فيتامين يقوِّي مناعة العقل يحمل اسم «لا تزر وازرة وزر أخرى».