الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

إيران وأمريكا.. التصعيد المرجّح

في اليوم التالي لنيل جو بايدن المصادقة على فوزه بالانتخابات من الكونغرس بوصفه رئيساً للولايات المتحدة، بدأت لهجة إيران تميل الى التشدد بشأن إطار العلاقة المُمْكنة مع واشنطن حول الملف النووي.

وقال المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي: إن بلاده ليست على عجلة من أمرها في عودة أمريكا للاتّفاق الذي خرج منه الرئيس ترامب. وزاد بالتصعيد المبطن بالقول: إن إيران لا تصر على تلك العودة.

في غضون ذلك، كانت إيران قد باشرت في تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% المخالفة للاتفاق الذي لا يزال الأوروبيون ملتزمين به، ويشجعون واشنطن على التعاطي بإيجابية معه، وتشترط إيران رفع العقوبات للعودة إلى الالتزامات النووية، وبحسب المرشد، فإن عودة واشنطن للاتفاق النووي غير مطلوبة أصلاً، وقد تضر بالمصالح الإيرانية ما لم تقترن برفع العقوبات.


إدارة بايدن تتّجه إلى التعاطي مع التوجُّه الأوروبي في إحياء الاتفاق النووي، لكن المتغيرات شديدة التأثير، ولم تعد تناسب طهران التي دخلت فخ العقوبات، ولم يعد أي شيء يرضيها سوى إزالة أقفال الفخ، وهذا الأمر بات مرتبطاً بعلائق أخرى تخصُّ إيران غير الملف النووي، وتجسدها ثلاثة ملفات: الأول، هو ملف الصواريخ الباليستية التي يتجاوز مداها الثلاثمئة كيلومتر، ومن الممكن أن تدمّر أهدافاً على صلة بالمصالح الأمريكية، وهي صواريخ ذات أبعاد هجومية وليست دفاعية، ويبدو أنّ إيران تتمسك بخيار الصواريخ بوصفها القوة الرادعة الوحيدة، ولا توجد أي مؤشرات على إمكانية أن تتنازل الإدارة الأمريكية عن شرط تحييد القوة الصاروخية الإيرانية.


الملف الثاني، هو نفوذ فيلق القدس للحرس الثوري وتغلغل أذرعه في ميادين استراتيجية أمريكية في المنطقة، ربما تشترك فيها الحاجة الأمنية الإسرائيلية، وتشمل العراق وسوريا ولبنان.

الملف الثالث، هو ضمان مصالح حلفاء الولايات المتحدة وأمنهم في المنطقة والخليج، لا سيما بشأن ضمان تدفق النفط عبر الممرات البحرية الدولية من دون أي ضغط إيراني محتمل. وحول ذلك تطرح إيران منذ أكثر من سنة مشروع حماية الخليج من خلال دُولِه، وهذا مقترح لإخلاء المنطقة من النفوذ الأمريكي، ومن المستحيل أن يتم من دون استقرار كامل في العلاقات بين السعودية وإيران.

غلبة أجواء المستحيل على الممكنات، ستدفع إيران إلى الغرور بما لديها من تفوق إقليمي بالجغرافيا والسلاح والميليشيات، وهذا سيقربها من ارتكاب الخطأ الذي قد لا تصمد أمامه نية بايدن في التهدئة.