الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

مشاهدات متسوق

الذهاب لشراء أغراض ولوازم البيت الأسبوعية ممارسة جميلة، يسيء لها منظر سيدة أو فتاة (شارية شامبو وبسكوت)، وتجد العامل الآسيوي يحمل لها الكيس الخفيف لمسافة بسيطة، وتعطيه عشرة دراهم، وتستغرب أنت من ذلك لترد عليك بنظراتها.. إنها قادرة على حمل الكيس (تراها مشتركة في النادي، ولكنها لم تدخله منذ عدة أشهر)، وتعتبر إعطاء العامل عشر دراهم (تكملة للبرستيج).

وإذا طلبت منها أن تسهم في حفر بئر بـ10 دراهم تقول لك: «كله أنا ما فيه غيري؟» وعلى النقيض من ذلك تجد سيدة تضع في العربانة جبلاً من الأغراض، وكأن الحرب العالمية الثالثة انطلقت، وتجعل العامل الآسيوي يسحب العربانة (سحب العبيد)، وتضع عيالها الصغار فوق العربانة، وبعد جرها لمسافة طويلة تعطيه نصف درهم، أو 29 فلساً وجدتها في قعر شنطتها.

تعتبر تجربة التسوق في الماضي مجرد عملية شراء لمنتج تحتاج إليه من مكان قريب، لكن اليوم لا يمكننا إغفال ما تنطوي عليه عملية التسوق في المراكز التجارية من عناصر إبهار وتسلية، حيث يمكنك التسوق مع الأصدقاء أو الأهل والاستمتاع باكتشاف المنتجات الجديدة على الأرفف أو منتجات المحلات والمطاعم والمقاهي وقاعات السينما.


وفي دراسة حديثة، تبيّن أنّ للتسوق فوائد صحية مهمّة، ويعتبره البعض علاجاً، إذ يُسهم التسوق في التغلب على الحزن والقلق اللذين يشعر بهما الإنسان، بسبب ضغوط العمل والحياة. ويشعر الإنسان بالسعادة 3 مرات أكثر من الشخص الذي لا يتسوّق.


ويعتبر 62% من المتبضعين أنهم يذهبون لتسوق بغرض الوصول إلى «الشعور بالمتعة»، حيث يشعر البعض بأن المتعة في التجربة ذاتها، في السير بين الأرفف وفي المحلات، وفي المقارنة بين الأسعار، والشعور بالسيطرة، والتحكم في زمام الحياة، وبعدها الشعور بالسعادة.

ولكن في المقابل علينا الانتباه حتى لا نسرف في الأمر، ونحافظ على سلوك شرائي معتدل لا يدفعنا إلى الوقوع في الدَّين أو الإفلاس، لذلك يعتبر شراء احتياجات المنزل الأسبوعية أفضل علاج وترويح عن النفس.

ويجب أن نعلم أنَّ ما نشتريه هو في الأخير منتج يحقق لنا الخروج من الروتين اليومي، ولكنه ليس حلاً سحرياً لمشكلاتنا، إنما يعطينا استراحة من التفكير بهمومنا، والعودة بعد ذلك أكثر نشاطاً لمواجهة تحدياتنا.