الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

القراءة.. و«أمير تاج السر»

يقدم الروائي أمير تاج السر في كتابه «ضغط الكتابة وسكرها» مجموعة من المقالات المرتبطة بالكتابة الإبداعية، التي هي من وجهة نظر الكاتب ليست أمراً يمكن شراؤه، وأن الأفكار مهما كانت غريبة أو غير مألوفة، فليس بالضرورة أن تصنع أدباً عظيماً، وما يلتقطه الكاتب بنفسه من الطرق والحياة اليومية، يبدو أكثر انسجاماً مع كتابته من تلك الأفكار التي يزوده بها آخرون.

أمير تاج السر كاتب مشغول بالكتابة، ومقالات هذا الكتاب تضيء جانباً من تجربته في الحياة والكتابة، ففي المقال المعنون بـ«اختيار العناوين» يعترف صاحب الكتاب بأنها من الأشياء المهمة التي تؤرق الكاتب، اعتقاداً منه أن اسم النص هو مفتاح الدخول إليه، وأحد جوانب الترويج له، ثم أن الاسم المناسب يشد القراء ويدفعهم لاقتناء الكتاب، وفي الوقت ذاته فالاسم الغريب، حتى لو كان لنص جيد، ربما يسهم في انصراف القراء عنه، لذا فإن عنوان الكتاب لا بد أن يحمل دلالة ما.

ومن الأشياء التي تربك أمير تاج السر أنه يرى في بعض الحوارات التي أجريت معه أن الصحفي يتخذ من جملة صغيرة عنواناً لافتاً، ويترك النقاط المهمة التي ذكرها في الحوار.


والسؤال الذي يلح في هذا الصدد هو: هل هذه الطريقة جزء من دراسة الصحافة وممارستها، أن تكون العناوين بهذه الطريقة؟ وهل يتوقع الصحفي أنه لا أحد قد يقرأ الحوار الذي أجراه مع كاتب أو فنان، إذا لم يكن بعنوان حارق؟


يعتقد أمير تاج السر أن ظروفاً كثيرة تحيط بعمل الكاتب، تجعل من ذلك النص تحفة، ومن الآخر عملاً عادياً، والسبب أن هناك أعمالاً كتبت تحت ظروف سياسية واقتصادية معينة عاصرها الكاتب، وبالطبع لا بد أن تظهر في أعماله.

إلى جانب ذلك، لا ننكر أن مسألة التذوق الشخصي تلعب دوراً في قبولنا لبعض الأعمال دون غيرها، وهذا بالطبع قد يظلم كثيراً من الأعمال الجيدة.

لكن هل القراءة هواية أم عادة؟.. يجيب الروائي أمير تاج السر بالقول: «ليست عادة أو هواية، وإنما تربية خالصة ترافقنا منذ الصغر ومع الوقت تصبح جزءاً من تكويننا الروحي».

ويختلف المؤلف في أحد مقالات الكتاب مع القول: إن التكنولوجيا الحديثة بكل ما قدمته من تسلية وترف، ومتعة، هي التي سرقت أبناءنا من القراءة.. مبرراً بأن الشعوب صاحبة هذه التكنولوجيا منشغلة بالقراءة أيضاً، وأننا لم نعلِّم أبناءنا حب الكتاب والقراءة.