الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

ذمّة موظف

أعرف أحد الكرام لو تُرك في عمله دون رقابة من مسؤوله المباشر لمدة سنة كاملة، فإنه سيقوم بإنجاز مهامه الوظيفية على أكمل وجه، لأنه يستشعر أن الله يراه، وأنه مسؤول عن عمله، وعليه أن يحرص على أكل الحلال، أمثال هذا من الموظفين ينبغي أن يُحرص عليهم وعلى دعمهم وتشجيعهم.

هناك موظف يجتهد في تطوير نفسه ومهاراته من تلقاء نفسه، فعنده شغف بوظيفته، وهو على أتم الاستعداد لبذل مزيد من الجهد لتحقيق الهدف، بينما نشاهد في الطرف الآخر بعض الموظفين إذا دخلت على أحدهم لسؤاله عن أمر معين، ترك هاتفه على مضض فهو مشغول بمواقع التواصل الاجتماعي أو الألعاب الإلكترونية، وأسهل جملة يقولها لأي متعامل أو متصل: «قدم أون لاين».

تلك الجملة يطلقها بعضهم للهروب من المسؤولية أو (لتطفيش) المتعامل، وهذا تهاون عظيم من هذا الموظف، وتهاون أيضاً من مسؤوله إن علم بحال الموظف وتركه دون متابعة أو محاسبة، وفي بعض الجهات قد يتكبد المراجع خسائر جسيمة في وقته وماله بسبب جهل الموظف بالإجراءات وإجابته المتعامل دون علم!


إن من أعظم واجبات القائد أو المدير أن يقوم بتشجيع فريق عمله للعمل المتقن، لأنهم يعملون سوياً، فكل منهم له دور فعال في إنجاح العمل، فالمدير المتميز يشجع الموظف المجتهد ولو بالكلام الطيب، ويوجه المقصر ويتابعه ويحاسبه إن تطلب الأمر.


ومن الأعذار التي يبديها بعضهم ليبرر تقصيره في العمل أن جهة العمل لم تقم بترقيته، أو كل الموظفين يفعلون ذلك، وهذا عذر أقبح من ذنب، فالمسألة لها علاقة أصيلة بالذمة والضمير الحي، وإساءة الناس وتقصيرهم لا تبرر لك التقصير مطلقاً.

ومن واجبات المدير أيضاً أن يترك مكتبه ليقوم بدور الموجه والمحفز، وأن يكون قدوة حسنة لجميع الموظفين في حرصه على إبراء الذمة وإتقان العمل والإبداع فيه، فإن كان المدير ضعيف الذمة، ولا يتقن عمله، ويبتكر الطرق والأساليب للتهرب من المسؤولية والمهام المنوطة به، وانشغل بالفعاليات والتصوير وغير ذلك، فحتماً سيؤثر سلباً على عدد كبير من الموظفين، وسيتعلمون منه تضييع العمل.