الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

فكر ثلاثي الأبعاد والأنفاس

أختصر، في مقولة له، المأساة التّي أعيشها مع شعبي الفلسطيني: «هناك أناس يخدمون الوطن، وهناك أناس يستخدمون الوطن»، وهذه هي مهمة الشاعر، خاصة في عصرنا هذا، حيث نتوقع من المثقفين القيام بدورهم في اختزال الواقع بمقولة كهذه، تجسد المشكلة في جملتين، وتضع المبضع على موضع الألم.

لم يكن مريد البرغوثي فرداً، بل كان اسماً ضمن ثلاثية مقترنة ببعضها البعض، فلا يُذكر أحدهم إلّا وذُكر الثلاثة معاً، مريد البرغوثي، ورضوى عاشور، وتميم البرغوثي، رغم أن لكلٍّ منهم خصوصيته، ونفسه الإبداعي، وتوجهاته وشخصيته، لكنهم يمثلون أسرة نموذجية كأقطابٍ ثلاثة للفكر والثقافةِ والعطاء وخدمة قضايا مجتمعاتهم.

عندما شارك تميم البرغوتي في المباراة الشعرية الأشهر عربياً في العصر الحالي، وهي برنامج «شاعر المليون»، لفت الأنظار وخلب الألباب وانتزع من لجنة التحكيم أعلى مستويات المديح نتيجة تفوقه المميز في الشعر، ومع استمرار إبداعاته، اكتشفنا نثره وشعره باللهجة الفلسطينية والمصرية، إلى جانب تمكنه العالي في نظم ما هو أقرب من الشعر الجاهلي بقوة اللغة والصور الشعرية.


رضوى عاشور الروائية والأم والزوجة التي كانت هي وحدها ثلاثية الأبعاد بقوة، وبقوة أذكر ذات حضورٍ لها في تونس ضمن فعالية فكرية، ردت على مذيعة الحفل التي بدأت مديحها للرئيس السابق زين العابدين بن علي وزوجته ليلى الطرابلسي بعبارة: «باسمي وباسم الحضور..»، حينها جاء رد رضوى عاشور بقولها: «تكلمي باسمك، لا باسم الحضور» وهي عبارة تنوه فيها لموقفها من الرئيس السابق وزوجته، فقد عاشت رضوى عاشور قوية في كل حضور أو دور لها.


رحم الله مريد البرغوثي ورضوى عاشور.