الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

لبنان الجميل إلى أين؟

لم نكن ننتظر تصريحاً بائساً، يفتقر إلى اللياقة الدبلوماسية، من أحد دبلوماسي لبنان، اليوم، لنتيقن بأن لبنان تائه.. ضائع لا محالة، فمن يرى لبنان، وما يجري في لبنان، وما يخرج من لبنان، يُخيّل إليه وكأنه ضيعة صغيرة تُدار ممن لا يفقهون أبجدية الدبلوماسية، الراقية، الحضارية شيئاً، ولا من فنون الإدارة التقليدية، أو الحديثة، ولم يسمعوا عنها سطراً!

لبنان، الذي يئن منذ عقود، بسبب سوء إدارته، وحماقات بعض ساساته المتحزبين، ممن قدموا مصالحهم الشخصية، والحزبية، والطائفية على مصلحة وطن متهالك لآخر رمق؛ نخر مفاصل إداراته الحكومية وغير الحكومية الفساد، والمحاصصات، وأصبح بيئة طاردة غير جاذبة لأي شيء يمكن أن يصلب قواعد ذلك البلد، ويعيد الحياة لأوصاله الهشة.

الفساد الذي يتصدره لبنان، اليوم، كان سبباً في تعطيل إعلان تشكيل حكومة توافقية، منتخبة من قِبل الشعب، فساسته لم يلتفتوا لنداءات شعب تخطى حاله خط الفقر بمراحل، ولم يلقوا بالاً للنفايات التي ملأت شوارع، وأزقة العاصمة، ولا للأصوات التي تندد بفساد الحكومة، وسوء إدارتها، وفساد بطانتها، وكأنهم لا يرون بأعينهم حال البلد المزري، وانعكاسات المأزق السياسي، اللبناني، على الحالة الاقتصادية، والاجتماعية، والصحية، والأمنية، ومن ثم علاقة لبنان الدبلوماسية بدول الجوار، ودول المنطقة، والعالم.

أين لبنان؟، إلى أين هو ذاهب؟، وما هو مستقبله؟.. حقيقة، لا يمكن أن نفكر، أو نتكلم عن مستقبل لبنان في ظل إدارة سياسية فاشلة، تأتمر من الخارج، وخاضعة لمليشيا، حزبية، مسلحة، أفرغت لبنان من كفاءاته، واستثماراته الخارجية، من أمانه، من خصوصيته، وبعد أن قضت على الداخل، أخذت تلقي بسهامها على جيرانها، وحلفائها الاستراتيجيين!

لا يمكن، لمركب يقوده ربانان أن يصل إلى الشاطئ بسلام، كما لا يمكن أن ينهض بلد بحجم لبنان، ويخرج من أزمته المالية، الخانقة، وهو تحت سيطرة ذات الإدارة السياسية، اللامسؤولة، المزدوجة، التي عجزت عن إخراجه من محنته، ومعالجة ملفاته الشائكة بحكمة، وجدية، وفتح بارقة أمل في مآقي شعبه، ومداواة جراحه، بل أنها تمادت في عنجهيتها، وتخبطها الإداري، وجعلت منه معسكراً لتدريب المسلحين، وبؤرة لتجارة المخدرات، وغسل الأموال.