الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

أولمبياد كورونا

كل عام وأنتم بخير.. عيد أضحى مبارك على الجميع. وأسعدني أن أعلم بأن لاعبي منتخب مصر المشارك بمسابقة الكرة بأولمبياد طوكيو بقيادة صديقي شوقي غريب، أصروا على صيام يوم عرفة بالعاصمة اليابانية، قبل 48 ساعة فقط من مباراتهم الأولى التصادمية مع منتخب إسبانيا بطل أوروبا، وأعتقد أن المنتخب السعودي ربما يكون قد صام لاعبوه، وربما أيضاً، لاعبون مسلمون من منتخبات أخرى.

أعتذر لعنوان المقال، ولكني أراه الأنسب للواقع، فلأول مرة في التاريخ، تقام دورة أولمبية وسط أجواء جائحة بمثل هذه الخطورة، وكنت أتوقع أن يتم إلغاء الدورة، ولكن انتصرت قوى «البيزنس» من الرعاة وشركات البث، بدعم الدولة المنظمة واللجنة الأولمبية الدولية، لتفويت خسائر متوقعة بأكثر من 40 مليار دولار أمريكي، في حالة الإلغاء، وتراجعت الخسائر إلى 50% تقريباً، مع التأجيل لمدة عام وإقامة المنافسات خلف مدرجات فارغة، بلا حضور جماهيري.

ولكن بقيت الخطورة تلاحق أسرة الأولمبياد، التي تتجاوز 11 ألف رياضي ورياضية، وسط ظروف تحتمل كل شيء، رغم اجتهادات الحماية الطبية التي تشمل إجراء تحليل الـ«بي سي آر» يومياً لكل الرياضيين قبل 6 ساعات من أي مباراة، وللأسف الأخبار الواردة من طوكيو تشير إلى عشرات الإصابات أو العزل، وبعضها بمنتخب جنوب أفريقيا الكروي، وحالات بمنتخبات مكسيكية وإيطالية وإنجليزية وأمريكية، بالإضافة إلى 58 حالة يابانية.

لأول مرة في التاريخ، يرفض 75 مليون شخص أو نسبة 60% من سكان الدولة المستضيفة إقامة الحدث، ويعلنون خوفهم وقلقهم من التنظيم، رغم أنهم لن يذهبوا لمشاهدته إجبارياً، حذراً من إصابة جديدة بالجائحة، التي يزيد عدد حالاتها يومياً باليابان على 1000 حالة.

مايا يوشيدا قائد منتخب اليابان للرجال الكرة، كان الأشجع، فقد استنكر قرار منع الحضور الجماهيري في الأولمبياد، قائلاً إنه لا معنى لإقامة الدورة خلف أبواب مغلقة، وتساءل ما الهدف من إقامة الألعاب؟ ولأجل من تقام؟

الدورة تبدأ الخميس فعلياً ببعض المنافسات، وتواجه مصر غداً منتخب إسبانيا في المجموعة النارية لكرة القدم، والافتتاح الرسمي سيكون الجمعة، وأرجو أن تمر الأمور بصورة عادية على خير، ونحظى بدورة أوليمبية.