السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

دروس الإنفلونزا الإسبانية

في بدايات 2020، وعندما بدأت تظهر أخبار جائحة كورونا بدأت دول عديدة في اتخاذ إجراءات صارمة للحد من انتشار المرض، فرض العزل والبقاء في المنزل ومنع الخروج إلا لحاجة مهمة، إغلاق الأسواق والأماكن العامة، والعمل والتعليم أصبحا عن بُعد، ومعها فرض لبس الكمامات عند الخروج من المنزل وكل هذا للحد من انتشار المرض.

البعض ظنَّ أن الأمر لن يحتاج سوى أسبوعين وهذا بالطبع ثبت خطأه سريعاً، والبعض الآخر ظنَّ أن الأمر سيحتاج إلى أشهر، وقد أكملنا عاماً ونصف تقريباً، ومن قرأ تاريخ الجائحات سيعرف أن الإنفلونزا الإسبانية احتاجت إلى عامين للسيطرة عليها. وتسميتها بالإسبانية غير دقيق لأن مصدرها غير معروف لكن هذا الاسم المشهور لها.

وبقراءة التاريخ يمكن أن نرى ما يفسّر تصرفات الناس تجاه كوفيد-19، بعض الناس في الماضي لم يعجبهم لبس الكمامات أو فرض أي قيود على الحركة تماماً كما يحدث اليوم، شاهدت في تويتر مقاطع فيديو لأناس يتظاهرون في دولة أوروبية ضد قيود الفيروس، ويرفعون شعارات بما معناه أن الحكومة لا يمكنها فرض التطعيم عليهم.

في الردود قرأت لمن يعتبر كورونا مجرد وسيلة للسيطرة على العالم وذلك من خلال الإطاحة بالاقتصاد، ورأيت من ينكر وجود المرض ويرفض لبس الكمامة لأنها ضد الحرية.

المشكلة أن هؤلاء الثائرين ضد قيود الجائحة سيتسببون في تمديد القيود لفترة أطول، ورفضهم للتطعيم يسهم في ذلك أيضاً، ضحايا الجائحة الآن هم أناس لم يتلقوا التطعيم، ولا أدري كيف يمكن أن تغير قناعات أشخاص لا يريدون تصديق الواقع؟