الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

الانفتاح.. ذروة الإنسانية والنجاح

مع الخوض في أعماق موضوع الانفتاح، نجد أنه مرتبط مباشرة بالإنسان لأنه حامل الثقافة، وهو مرتبط بشكل غير مباشر بالمجتمع لأنه حامل الحضارة، والثقافة هي القوة الذاتية التي يتم اكتسابها من خلال التنشئة والاحتكاك، وفي سياق فكرة الانفتاح، نجد أن الثقافة والحضارة ينتميان لبعضهما البعض، ومن خلال الانفتاح على الحضارة نكتسب المعرفة والتعلم، وعبر الثقافة نصبح مستنيرين، فالأولى تتطلب التعلم، والثانية تتطلب التأمل.

والانفتاح هو الطبيعة البشرية التي تجمع بين القيمة الأدبية والقيمة الجمالية، ومن خلاله يستطيع الفرد الغوص في خبايا النفس ووصف تحولاتها والسمو نحو الفضيلة، ويقال إن الانفتاح يبدد الحواجز الدلالية أمام الكلمات التي نختارها ونستخدمها، وقد يتسبب المعنى الذي نعلقه بها في بعض الحواجز أمام التواصل مع الآخر، وقد تعني الكلمة نفسها أشياء مختلفة لأناسٍ مختلفين، بناءً على ذلك يجب العمل على تحسين فعالية الاتصال؛ وهي مهمة عملية ثنائية الاتجاه تتطلب جهداً ومهارة من جانب المرسِل والمستقبِل.

في هذا السياق، يعد الانفتاح على الحضارات، في محتواها الدائم، أحد المتطلبات الجديدة لقدرتها على فرض الحاجة إلى المعرفة، وتعزيز التبادل المادي بين الإنسان والطبيعة، وهذه سمة من سمات الانفتاح والتواصل الحضاري، فهي توسع آفاق الحرية والسلام الداخلي للإنسان، وتجعله مستعداً للتفاعل مع الآخرين.


وبذلك إذا كان الانفتاح مفهوماً أو فلسفة شاملة تتميز بالتركيز على الشفافية والتعاون والوصول إلى المعرفة والمشاركة ونزاهة الإعلام، فهو على عكس الانكفاء، حيث يلعب الانفتاح دوراً مهماً في توجيه المبادئ لتحسين التواصل الفعّال، فكيف يمكن للفرد أن يحقق وجوده ما لم يكن منفتحاً على الآخرين، خاصة عندما تكون الاهتمامات والأفكار مترابطة بشكل معقد؟


لذلك فإن موضوع ثقافة الانفتاح يتحدد بالسؤال: لماذا نعيش؟ أما الحضارة فهي تقدم مستمر تتعلق بسؤال آخر: كيف نعيش؟ السؤالان حول معنى الحياة وكيف تكون الحياة، على التوالي، وهما في صميم فكرة الانفتاح، والتي تُعزى إلى مجموعة متنوعة من الأساليب في العديد من السياقات، ولا يوجد تعريف متفق عليه لها كمفهوم شامل.

وهكذا نجد أن الانفتاح يكرس الشفافية، ويشحذ إرادة الناس للصقل من خلال تزويدهم بحقائق جذابة، ومعلومات دقيقة تحفزهم على البحث والتفكير، للوصول إلى تقديراتهم وأحكامهم على الأحداث، مع القدرة على التحليل، فمن خلال الانفتاح يتحقق النجاح كما نشهده في «إكسبو دبي» وهذه سمة من سمات الثقافة والحضارة التي هي ذروة الإنسانية.