احتفالات ضخمة.. ألعاب نارية جميلة.. الكل مشغول.. الكل يحتفل بقدوم العام الجديد.. لكن عشاق كرة القدم في الأوساط التي أعرف وأتابع.. لا حديث لها إلا الكرة الإنجليزية.. ما هذا الوفاء من الدوري الإنجليزي لمحبي الكرة! ما هذه القوة الرهيبة في تنظيم مباريات وتقديم وجبة دسمة لمحبي الكرة في فترة صعبة عالمياً!
فبينما اتجه نجوم الدوري الإسباني والإيطالي والفرنسي إلى الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وجزيرة ماربيا ومختلف بلدان العالم للحصول على قسط من الراحة والاحتفال بأعياد الميلاد، ظل نجوم الدوري الإنجليزي الممتاز يواصلون العمل الشاق في التدريبات الجماعية والمباريات.
عشاق الساحرة المستديرة وخاصة البريميرليغ يعلمون جيداً أن الدوري الإنجليزي هي المسابقة التي لا تخذل متابعيها، ففكرة الراحة غير مطروحة في ملاعب مثل: ستامفورد بريدج، وأولد ترافورد، والإمارات، والاتحاد، والجوديسون بارك، وباقي ملاعب الكرة الإنجليزية.
دائماً ما تتساءل الجماهير التي لا تريد التوقف عن متابعة سحر كرة القدم، ماذا سنفعل في فترة أعياد الميلاد من دون متعة البريميرليغ وإثارة الدوري الأفضل والأقوى في العالم في الوقت الحالي؟
وبحسب صحيفة «ذا صن» البريطانية يتم إقامة 10 مباريات في الدوري الإنجليزي يوم 26 ديسمبر من كل عام وهو ما يسمى بـ«البوكسينج داي» أو يوم الهدايا، حيث يستغل منظمو الدوري إجازات الجماهير في هذا اليوم بإقامة مباريات جولة كاملة، وهو ما ينتج عنه أرباح مالية قياسية، ما تسبب في زيادة القيمة التسويقية للبريميرليغ لتتعدى 10 مليارات يورو في السنوات الماضية.
وباتت كرة القدم البريطانية بمثابة قاطرة للاقتصاد الإنجليزي بقوة، من خلال الشعبية الجارفة، ليصل دخل البريميرليغ من بيع التذاكر والبث الفضائي إلى 6 مليارات و400 مليون دولار سنوياً، وهو الدخل الذي يتجاوز حجم اقتصادات دول، وهو ما يُدر على الخزانة العامة لبريطانيا 4 مليارات و200 مليون دولار سنوياً في صورة ضرائب، سواء ضرائب الدخل للاعبين والمدربين، أو القيمة المضافة.
ويساهم البريميرليغ في الناتج المحلي الإجمالي بـ9 مليارات و700 مليون دولار، ويوفر 100 ألف وظيفة ثابتة، غير الوظائف الموسمية، وبلغ عدد متابعي البريميرليغ ما يقرب من مليار و300 مليون شخص حول العالم.
كل هذه الأرقام تؤكد أن الدوري الإنجليزي لا يتوقف فقط عند كونه وسيلة للترفيه، بل أصبح صناعة وقوة اقتصادية هائلة تحقق الكثير من الأرباح المالية.
حكاية من دبي:
في إحدى محاضرات مؤتمر دبي الرياضي السنوي، وتحديداً سنة 2019، قال بيتر مور المدير التنفيذي لنادي ليفربول الإنجليزي ( في وقتها ) : لدينا 771 مليون مشجع للريدز حول العالم والكل مرتبط بالنادي بشكل كبير.. وهذا يعود على النادي بملايين الدولارات سنوياً.