الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

لا تزعل يا صلاح .... هذا طبع الجماهير

لما انفض سامر الغاضبين الحائرين اللائمين العازمين على التغيير ، ودب الهدوء في الحناجر ، ارتصفت الكلمات وتوجهت الاتهامات والكل في بوتقة الحب الواحدة والكل يريد مصلحة الكرة المصرية ، لكن كل على هواه .

كثير من اللوم على قدر المحبة، كثير من الانتقادات بقدر الإمكانيات والمكانة، كثير من الغضب بقدر أهمية الحدث وبقدر مكانة اللاعب، هذا ما حدث بين الجماهير العربية والمصرية وبين نجمها المصري الدولي محمد صلاح عقب توديع حلم التأهل لكأس العالم 2022.

صلاح قدم أداء مخيباً للآمال أمام السنغال في داكار تبعه بإهدار ركلة جزاء بشكل غريب ومفاجئ في مواجهة الحارس المتميز ادواردو ميندي.


ويبقى السؤال إذا لم تلم الجماهير صلاح فمن يجب أن يلقي اللوم على الليزر؟ أم على ساديو ماني أم على الحكم؟ الجماهير حزينة من صلاح لأنها تحبه ولأنه قائد منتخب مصر ولأنها انتظرت منه الكثير.


في البرازيل طالبت الجماهير نيمار بالاعتزال الدولي عند السقوط المهين أمام ألمانيا وفي إنجلترا انتقد بيكهام بقسوة وفي الأرجنتين دائما ما يدفع ميسي الثمن غالياً لكبوات التانغو وقبله مارادونا، حتى في البرتغال يتحمل كريستيانو رونالدو عبء الانتقادات مع كل سقوط أو نتيجة سلبية، دائما الأشهر والقائد والأكثر تميزاً من يتحمل النقد مثلما ينسب إليه النجاح عندما نسب لزيدان عند فوز فرنسا بكأس العالم.

في عالم كرة القدم دائماً ما يكون اللوم على البطل والقائد ويجب على صلاح أن يمتلك ثقافة تقبل الانتقادات وأنا متأكد بأنه يتمتع بها بالفعل.

جماهير كرة القدم العربية عاطفية للغاية، مثلما تحب بجنون وتعشق نجمها فهي تنتقد بقسوة عندما يخيِّب آمالها، مثل رفع صلاح على الأعناق عندما ساهم في تأهل الفراعنة لكأس العالم 2018 ها هو يتحمل الجانب السلبي من كرة القدم.

ختاماً :

في الحياة توازن رهيب.. في قمة المجد يجب أن تدرك بأن لحظات ما غير سعيدة قد ترافق مسيرتك ، وفي قمة التعاسة هناك العمل والاجتهاد للعودة من جديد ، ولولا هذا التشكيل الماهر لكانت حياتنا بلا طعم وبلا كرة قدم .

المزيد من المقالات للكاتب