الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

تمثيل إيراني في القمم العربية

تحول العراق، ومنذ أول قمة عربية شارك فيها بعد أن تسلم حزب الدعوة الحكم في البلد عام 2005 بقيادة رئيس الوزراء الأسبق إبراهيم الجعفري، ممثلاً لإيران في هذا الملتقى وبقية الملتقيات العربية، وحتى اليوم، إذ خرج وبكل وضوح عن الإجماع العربي وصار شوكة في خاصرة هذا الإجماع والتوافقات، ولعل آخرها موقف العراق في قمة مكة الأسبوع الماضي عندما تحفظ على البيان الختامي، الذي يدين إيران وتدخلاتها المكشوفة وسيئة النوايا في الشؤون الداخلية لغالبية الدول العربية: العراق ذاته ولبنان وسوريا والخليج العربي من خلال اليمن.

وجاء تعليق الرئيس الإيراني حسن روحاني على موقف العراق في هذه القمة، مهيناً ليس للمسؤولين العراقيين فحسب بل ولكل العراقيين عندما قال: «تفاجأتم بنفوذنا في العراق»، جاعلاً من القيادة العراقية موظفين صغاراً عنده.

ولا غرابة في ذلك إذا ما عرفنا بأن أيّ مسؤول عراقي ومهما كان منصبه، بدءاً برئيس الجمهورية وحتى درجة مدير عام، مروراً بالسفراء والمستشارين، لا تتم الموافقة على تعيينهم بدون توقيع السفير الإيراني ببغداد، وبالنسبة للعسكريين فإن موافقة الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري هي الأهم.


هناك من برر موقف الوفد العراقي الذي ترأسه برهم صالح، أنه جاء بسبب الضغوط الإيرانية على البلد والمسؤولين فيه وقوة نفوذ طهران ببغداد، ونتساءل: ماذا عن النفوذ العراقي، نفوذ الشعب وإرادته؟، وماذا عن النفوذ العربي الذي يشكل العمق الاستراتيجي للعراق العربي؟، وماذا عن إرادة العالم كله الذي يدين مواقف ومشاريع إيران التوسعية والتخريبية في المنطقة وبقية دول العالم؟.. هل يجب إهدار كرامة العراق وسيادته وتاريخه المشرف وإهمال المواقف والإرادات العربية والدولية من أجل محافظة المسؤولين العراقيين على مناصبهم، وتحويل العراق إلى «حديقة خلفية لإيران» مثلما أكد أكثر من مسؤول إيراني ذلك في مناسبات عدة؟.


العراق، بالتأكيد، سيخسر الكثير من الدعم العربي والدولي عندما ضحى بأشقائه لأجل إيران، والسؤال هنا: ماذا يريد العراق من أشقائه العرب؟.

لقد توجهت المملكة العربية السعودية بكل ثقلها ودولة الإمارات العربية ومصر لدعم العراق اقتصادياً، ومعنوياً لتقوية مواقفه، فلماذا هذه التضحية الفجة والرخيصة بالعراق وشعبه على المذبح الإيراني، وحصد النتائج السلبية في معادلة خاسرة تماماً؟.. الإجابة، وبكل بساطة، للحفاظ على المناصب واستمرار عمليات الفساد التي عاثت الخراب بالعباد وفي البلاد.