السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

أنت سبب هذا الجنوح

من الطبيعي أن يقوم كل من الأب والأم بدور الحامي والضامن لطفلهما الصغير، ومن الطبيعي أن يقدما له المأوى والطعام ويحرصان على تربيته التربية القويمة الصالحة، ومن الطبيعي أن يبذلا الحنان والرحمة ويلبيا احتياجاته الطبيعية، بل إن هذه من أهم الأدوار المنوطة بهما، فهذا الطفل يعتمد عليهما اعتماداً كلياً وتاماً، فهو لا يملك من أمره لا حول ولا قوة، لكن الطفل يكبر وتبدأ مرحلة النطق والطفولة المبكرة ثم مرحلة الطفولة المتوسطة ثم الطفولة المتأخرة وصولاً إلى أهم مرحلة وهي المراهقة والبلوغ والشباب، وهناك معايير عدة لمراحل نمو الطفل لدى علماء النفس، ولكن في المجمل لا يبقى الطفل طفلاً بل يكبر وينتقل من حاجة إلى حاجات أخرى وفق المرحلة العمرية التي يعيشها، وهذا بديهي ومتعارف عليه، ونعلم أن كل مرحلة تحتاج إلى طرق في التعامل ومسؤوليات توضع وتناط بالطفل ليقوم بها، فالتربية ليست أوامر ونواهي وتحذيرات وترهيباً وترغيباً، بل هي مشاركة وعمل وتنفيذ هي طريقة حياة، هي جزء من الطفل وتفكيره، جزء من يومه، لكن الذي يحدث من بعض الآباء والأمهات، عدم الاهتمام بهذا الجانب، فتجدهم يعاملون ابنهم المراهق اليافع والذي هو على مشارف الرجولة والاعتماد على النفس، وكأنه ما زال طفلاً، حيث تجد الدلال والكلمات الحانية وخدمته بتقديم الطعام وإغداق المال، وسؤاله دائماً إن كان هناك ما يغضبه أو ما يعكر صفوه، أو إن كان يشعر بالجوع أو يريد طعاماً محدداً، ونحوها من الممارسات الخاطئة بشكل تام، والتي توجه رسالة مفادها الاعتماد التام علينا، والأخطر من كل هذا عندما يقدم الأب لابنه هدية عبارة عن سيارة فارهة ذات سرعة عالية جداً، دون أن يكون لهذه الهدية الثمينة سبب ومناسبة، مثل إنهاء مرحلة الجامعة بتفوق أو نظراً إلى تميزه وابتكاره، هذه الهدية كمن يقوم بإعطاء طفل مسدساً محشواً بالرصاص ليلعب به. عندما يكبر هذا الطفل ويتمرد أو يتعرض لحادث مؤلم أو يفشل دراسياً أو ينحرف ويصبح عدوانياً، على الأم والأب أن يعرفا أنهما هما السبب الرئيس والأول في هذا الجنوح.