الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الصناديق في الرخاء والضيق!!

يقول أحد الساسة الإنجليز القدامى: «ليست هناك معارضة تفوز في الانتخابات، وإنما هناك دائماً حكومة تخسر الانتخابات»، معنى ذلك أن نظام الانتخابات وديموقراطية الصناديق نظام فاشل على مستوى العالم، وأن التصويت دائماً سلبيٌ، بمعنى أنه ليس حباً في «علي» ولكن كراهية في «معاوية» كما يقول المثل.

إن التصويت دائماً «ضد» وليس «مع»، فنحن نمنح صوتنا لمرشح لكي يخسر الآخر المنافس، والفوز دائماً للأكذب والأقدر على الدعاية والتسويق وليس للأفضل والأحق، ولو تركت الانتخابات والصناديق حرة في العالم كله بلا أي تدخل فإنّها في كل الأحوال مزورة وستفرز أسوأ العناصر.

إن التزوير ليس في الصناديق، ولكن في إرادة الناخب الذي يسهل خداعه فلا تحركه برامج أو منطلقات وطنية وإنما تحركه دوافع شخصية وعلاقات ودعايات مضللة.


إن الحكومة والمعارضة في العالم كله كالزوج، والزوجة، والعشيق، فالزوج يفعل وقد يخطئ فلا ترضى عنه الزوجة «الشعب»، والعشيق ( المعارضة) يتكلم ويغازل ويملأ أذن الزوجة حباً وهياماً ويحرضها على زوجها، فتطلب الطلاق عبر الصناديق الانتخابية، وتتزوج العشيق الذي سرعان ما يتحول إلى «زوج» يعمل ويكابد وقد يخطئ، بينما يتحول الزوج السابق إلى «عشيق» يغازل ويطري جمال الزوجة ويتكلم ولا يعمل، فتطلب الزوجة الطلاق من العشيق، وتعود إلى الزوج، وفي كل الأحوال لا منطق ولا عقل ولا أسباب موضوعية للطلاق من هذا والزواج من الآخر.


الانتخابات.. موسم لمِهن كثيرة مثل معدي السرادقات ومصممي الدعايات ومواقع التواصل والفنادق وقاعات المؤتمرات، وفي دول هي موسم للناخب يتلقى فيه الرشى الانتخابية ويحصل على مكاسب عينيه كالتوظيف وقضاء المصالح وسداد الديون، حتى أنه يقال في بعض الدول العربية: «إن الترشح في أي انتخابات صار للأغنياء فقط».

ويقال إن هناك سقفاً مالياً للدعاية الانتخابية لكن بعض المرشحين ينفق أضعاف هذا السقف تحت المنضدة.

ليس من العجيب في العالم كله أن يفوز في الانتخابات الأسوأ ويخسرها الأفضل، فهي موسم للكذب والفوز للأكذب، وليس صحيحاً أن هناك ديمقراطيات عريقة، وديمقراطيات حديثة ومتخبطة، فالنظام الديمقراطي في العالم كله فاشل وفقد صلاحيته لأن أوله وآخره صناديق اقتراع، ولا معنى لهذه الصناديق في الرخاء أو الضيق!