الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ

الملاحظة التي وردتني من غالبية أصدقائي حول العالم، الغربي على الخصوص، كردّ على تهنئتي لهم بمناسبة عيد الأضحى المبارك تتلخص بـ: «لا توجد هنا أيّ مظاهر للعيد»!.

قد تكون البلدان الغربية معذورة في موضوع غياب مظاهر الأعياد الإسلامية، لكن الغريب هو أن تغيب مظاهر العيد في غالبية الدول العربية الإسلامية وتقتصر على تهاني عابرة، باستثناء بعض الدول خصوصاً المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات والبحرين حيث يعيش مواطنوها مظاهر العيد لحكمة قادتها المحبين لبلدانهم وشعوبهم.

لو تأملنا أسباب غياب مظاهر الأفراح الحقيقية والسعادة في غالبية بلداننا، لتأكدنا أن السياسيين وسياساتهم هي التي قادت الشعوب العربية إلى هذه الأوضاع، ففي سوريا ما زال الاقتتال يشكل الأسلوب المتبع بين أبناء الشعب الواحد، وسياسة النظام السوري تجاوزت قتلها مواطنيها إلى السماح لدول أجنبية باحتلال أراضيها واستباحة دماء شعبها، فإيران وتركيا وروسيا كلها تعبث هناك، والخراب الذي يعم وأصوات انفجارات براميل الديناميت التي يهديها النظام لشعبه تخلف مئات القتلى والجرحى، لا تترك للمواطن السوري مهما كانت قوميته وديانته أي هامش للفرح بأي عيد كان.


أما الفساد المالي وسيطرة الميليشيات الإيرانية المسلحة في العراق وبقاء ما يقرب من أربعة ملايين عراقي مهجر في المخيمات منذ سنوات طويلة، وصراع زعماء العصابات المسلحة فيما بينهم على نفوذ هذه المدينة أو تلك في ظل حكومة ضعيفة لا حزم في قراراتها، فأنتج نسبة عالية من البطالة ورسم خط فقرٍ واضح المعالم في بلد نفطي ثري.


إن السياسات الطائفية في العراق أدت إلى تمزيق المجتمع، ففي الوقت الذي احتفل فيه العالمان العربي والإسلامي الأحد بعيد الأضحى، أعلن المرجع الشيعي علي السيستاني بأن العيد يوم الاثنين، ليحرِم بذلك جزءاً من الشعب العراقي من الاحتفال مع إخوتهم وليُسهم في تقسيم العراقيين طائفياً.

وهكذا هي الأوضاع في ليبيا وفلسطين، ناهيك عن الفساد الذي أدى إلى تخمة جيوب السياسيين العرب وأرصدتهم وفقر مواطنيهم. هنا ليس لي سوى أن أردد ما قاله شاعرنا المتنبي:

عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ

بمَا مَضَى أمْ بأمر فيكَ تجْديدُ