الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

ثقافة الاستفتاء الرياضي

مازال الاستفتاء الذي يحدد المشاكل الرياضية وطرق معالجتها ضعيفاً محلياً، حيث لا وجود له فعلياً من حيث التأثير. تظهر بين فترة وأخرى استفتاءات لاختيار «الأفضل» أو «الهدف الأجمل» من خلال مواقع الصحف الإلكترونية وبعض المواقع الرياضية الأخرى، وهذا شيء جيد يتيح للجمهور المشاركة والتصويت لصالح من يستحق لقب الأفضل من وجهة نظر صاحب الصوت.

لدينا العديد من النقاط الإيجابية والقضايا السلبية في القطاع الرياضي بمختلف حقوله وألعابه، وهذا أمر طبيعي يحدث في كل دول العالم، حتى تلك التي لها تاريخ طويل في المشاركات الرياضية. الأصوات النقدية تخرج للوجود عندما يخسر المنتخب الوطني لكرة القدم مبارياته، أو عندما لا يحقق أهدافه في البطولات القارية والدولية أو في التصفيات، وكذلك تظهر بعض الأصوات النقدية عندما تعود بعثاتنا الرياضية من الأولمبياد من دون نتائج جيدة أو بعدد غير مُرض من الميداليات. من المهم أن نغيّر بعض أساليب دراسة القضايا الرياضية بشقيها الإيجابي والسلبي من خلال استفتاءات تحمل سمات الدراسات الأكاديمية التي تتجنب الأسئلة والإجابات العاطفية. الرياضة الإماراتية في حاجة إلى تفعيل الاستفتاء الرياضي، والجمهور في حاجة إلى تطوير ثقافته في هذا المجال حتى تكون مشاركته فعّالة ومؤثرة. إن المشارك في الاستفتاء يكون أكثر جدية وحماسة عندما يدرك أن رأيه يؤخذ على محمل الجد، وأن المشكلة التي يحددها ستعالجها الجهات المعنية بالطرق المناسبة. نتائج الاستفتاءات يمكن أن تكشف معلومات مهمة تساعد الاتحادات والأندية والمؤسسات الرياضية الأخرى على اتخاذ قرارات حيوية. على سبيل المثال ليس لدينا إحصاء يدلنا على عدد محبي كرة القدم في الدولة، وعدد نظرائهم من الذين يعشقون الكرة الطائرة أو ألعاب القوى، ولا نعرف كم عدد الطلبة الذين يهتمون بالرياضة، ولا نعرف أسباب غياب الجاليات الأجنبية عن الملاعب. الرياضة الإماراتية في حاجة إلى مزيد من المعلومات، وهذا الأمر ليس صعباً إذ يمكن تحقيقه بالتعاون مع الجامعات والمدارس، ويمكن للطلبة أن يتبنوا هذا المشروع للجهة التي تطلبه. الاستفتاء الرياضي الأكاديمي مازال غافياً فمن يوقظه؟

[email protected]