الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

تربية الأطفال مفيدة للكبار

عند الحديث عن الطفل، وعن جوانب في تربيته والتعامل معه، يكتسب هذا الموضوع الأهمية القصوى لعدة اعتبارات وأسباب، منها أن معظم منازلنا يتواجد فيها أطفال وفي كثير من تلك المنازل يوجد عدة أطفال على مختلف الأعمار، بمعنى قد تجد منزلاً يضم بين جنباته طفلاً في الثالثة وشقيقه ستة أعوام وشقيق ثالث في التاسعة، وهؤلاء جميعاً أطفال بكل ما تعني الكلمة، وعند معرفة جوانب التعامل والتربية الصحيحة فإنك ودون شك قد أسهمت في الدفع بإصلاحهم وتعليمهم التعليم القويم وتمت تربيتهم التربية الصحيحة التي تبني العقول ولا تهدم، التي تشجع ولا تخوف. نحن في أمس الحاجة لمثل هذا النوع من التربية، أما التعامل مع الطفل بعنف وقسوة وبدون أي معايير ولا معارف فإنه وبدون أدنى شك سيخرج أطفالاً مشوهين ينظرون للحياة برمتها نظرة مغايرة مشوشة وغير صحيحة، سيكون هؤلاء الأطفال في المستقبل نواة للمشاكل وللخروج عن القوانين.. الأطفال فئة رخوة جداً يملكون حساسية مفرطة ويتأثرون تأثراً بالغاً بكل ما يدور حولهم، وهذا التأثير له وقع سيئ على نفسياتهم وعلى قراراتهم وعلى نظرتهم للحياة والمستقبل، لذا يقال دوماً إن التعامل مع الأطفال يحتاج للعلم، ويحتاج للمعرفة، لذا على كل أم وأب التوجه لزيادة معارفهم وعلومهم عن التربية وطرق التعامل مع فلذات أكبادهم، فليس كافياً الحمل والإنجاب، ثم إهمال الروح المعنوية لهذا الطفل أو تحطيم مشاعره ونفسيته، ونحن في هذا السياق نتحدث عن حياة كاملة وليس وقت محدد بيوم أو أسبوع أو شهر، وإنما عمر ممتد، لذا تبقى عمليات التربية وطرق التعامل مع الأطفال قائمة وماثلة وسلوكاً مستمراً، وهو ما يعني أن التعامل مع الأطفال لا يخضع لوقت محدد ولا زمن محدد، بل على الأمهات والآباء والمربين والمعلمين دور حيوي ومهم في تحويل التربية والتعامل مع الأطفال لسلوك مستمر ودائم، تحويل التربية لنوع من الواقع الحياتي الذي يحمل شواهد ومثلاً عديدة، على سبيل المثال عندما نريد تغذية طفلنا بالصدق والإخلاص، فإنه من البديهي رؤيتها أولاً علينا، وهنا نجد أن تربية الأطفال تقوم بدور مفيد حتى بالنسبة لنا نحن الكبار.