الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

خندق واحد للرياضة وإعلامها

ما زالت علاقة الإعلام الرياضي مع المؤسسات الرياضية في الدولة متأرجحة، أو مثل مد وجزر، فالإعلام خلال العقد الأخير ركز على سلبيات حقيقية وأخرى وهمية، وخلق صورة ضبابية فيها الكثير من التشاؤم من دون النظر إلى العمل الذي يقوم به العاملون في الوسط الرياضي.

ليس الإعلام الرياضي وحده من سلك هذا الدرب، فالمغردون في وسائل التواصل الاجتماعي مارسوا المهمة نفسها، والرياضيون المعتزلون سعوا إلى التقليل من عمل وعطاء الجيل الجديد إلى أن تلبدت سماء الرياضة المحلية بغيوم سود حجبت الرؤية عن الجهود الكبيرة التي يبذلها المسؤولون والإداريون في الأندية والاتحادات الرياضية.

بعد كل خسارة للمنتخب الوطني، يتفنن بعض مقدمي البرامج في القنوات الرياضية برسم صورة سوداوية ويرددون مواويل حزينة ويغرسون بكلماتهم المتشائمة بذور الإحباط واليأس في الساحة الرياضية، ويحدث مثل هذا في الرياضات الأخرى.


أسرة الإعلام الرياضي في الدولة في حاجة إلى مؤتمر سنوي لمناقشة مُنتج الإعلام الرياضي وتأثيراته الإيجابية والسلبية، فليس من المعقول أن تتحول هذه الوسيلة الإعلامية الخلاقة إلى سوط نجلد به من نشاء وقت ما نشاء. علينا مراجعة منتجنا ونوعيته من أجل أن نتحول إلى محفز قوي يدفع الرياضيين إلى تحقيق الإنجازات.


ليس هنا المقصود إهمال السلبيات وغض الطرف عنها، بل القصد معالجتها بطريقة موضوعية من دون خلق جو كئيب يدفع إلى اليأس ويُضعف همم اللاعبين والرياضيين ويصيبهم بالشلل.

الإعلام الرياضي الإماراتي لديه كفاءات رائعة ولديه عقول تستطيع إضافة الكثير إلى الحركة الرياضية، لذا من الأفضل إنارة الطرق المعتمة في الحقل الرياضي بدلاً من إطفاء مصابيحه.

لقاء الإعلاميين السنوي إذا ما حدث، فإنه سيكتشف طرقاً جديدة لمعالجة الخلل في الرياضة المحلية، وسيسهم بتحسين أدائها ويساعدها في التغلب على الصعاب.

الإعلاميون والمحللون والنقاد بإمكانهم تقديم أفكار جيدة يمكن أن تُعيد للأرض المتصحرة خصوبتها، والملتقى السنوي يمكن أن يكون أفضل حدث لتبادل الأفكار.

رياضتنا المحلية وإعلامها في خندق واحد، ونجاح طرف ما، نجاح للطرف الآخر.

j