الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

إسرائيل.. والتدخل التركي في سوريا

إسرائيل.. والتدخل التركي في سوريا

محمد زاهد غول

ليس خافياً أن الحكومة الإسرائيلية من أكثر الحكومات المؤيدة للأحزاب السياسية الكردية، لأن أهدافها النهائية هي الانفصال عن دولها، سواء في البلاد العربية أو في تركيا أو في إيران، وليس بالضرورة أن يكون الموقف الإسرائيلي تأييداً لمطالب الشعب الكردي بتكوين دولة على الطريقة الإسرائيلية الاستعمارية، وإنما لما تتوقعه الحكومة الإسرائيلية من فائدة من تقسيم سياسي لدول المنطقة، التي تعارض المشروع الصهيوني في فلسطين، ومنها: سوريا وتركيا وإيران.

فحيثما تحرك حزب سياسي كردي في هذه البلدان الأربع فإن مشروع الحكم الذاتي هو الحد الأدنى لديهم، وكان مطلب الاستقلال بإعلان دولة كردية في هذا البلد أو ذاك، كما في مشروع استقلال كردستان العراق، فالعلم الإسرائيلي رُفع على المقار الحكومية في إقليم كردستان العراق بعد سبتمبر 2017، ولو وجدت إسرائيل منفذاً برياً أو جوياً لمساعدة حكومة كردستان بعد إعلانها الاستقلال لما امتنعت عن ذلك.

لقد جاء الموقف الإسرائيلي الرافض للتدخل التركي في شمال سوريا متوقعاً، فقد كتب نتنياهو عبر توتير: «إسرائيل تدين بشدة الاجتياح العسكري التركي للمحافظات الكردية في سوريا وتحذر من قيام تركيا ووكلائها بتطهير عرقي بحق الأكراد، وإن إسرائيل ستبذل كل جهد ممكن لتقديم المعونات الإنسانية إلى الشعب الكردي الباسل»، فمن الواضح أن نتنياهو لم يأخذ بوجهة النظر التركية باعتبار تركيا تحمي أمنها القومي وتحارب تنظيمات إرهابية وليس الشعب الكردي، بل أطلق نتنياهو تجاوزاً جغرافياً وسياسياً بوصفه للمحافظات العربية شمال سوريا بالمحافظات الكردية، بينما هي قبل داعش الإرهابية محافظات عربية سورية، كان فيها مواطنون أكراد وبنسب محدودة، وبفضل أمريكا وداعش أصبحت توصف بالمحافظات الكردية، وهي مغالطة مقصودة.


كما أن الصحافة الإسرائيلية وصفت الرئيس الأمريكي ترامب بالخائن لحلفائه الأكراد، واعتبرت التخلي عن الأكراد هو تخلٍ عن الإسرائيليين، وكانت إسرائيل قد رفضت الانسحاب الأمريكي، ولولا تحايل جنرالات البنتاغون على ترامب بضرورة إبقاء الجنود الأمريكيين لحماية النفط لما تراجع ترامب عن سحب 800 جندي، كما أن نتنياهو وافق على طلب من أكراد سوريا بتقديم مساعدات لهم بالتنسيق مع أمريكا بررته نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي هوتوفلي أمام البرلمان بأن: «إسرائيل لها مصلحة كبرى في واقع الأمر في الحفاظ على قوة الأكراد والأقليات الأخرى في منطقة شمال سوريا بوصفهم عناصر معتدلة وموالية للغرب».