الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

روسيا وماليزيا..علاقة واعدة

روسيا وماليزيا..علاقة واعدة

فينيامين بوبوف

تتميز العلاقات الدبلوماسية بين روسيا وماليزيا بطبيعتها الخاصة والمميزة، وخاصة بسبب الدور الذي لعبه رئيس وزراء ماليزيا ماهاتير محمد لضم روسيا إلى منظمة التعاون الإسلامي كعضو ملاحظ.

وأسهم لقاء القمة الذي جمع بين رئيسي الدولتين في فلاديفوستوك شهر سبتمبر الماضي على هامش «المنتدى الاقتصادي الشرقي الخامس» في تطوير التعاون بينهما، وتفعيل قوة دفعه في مجالات مختلفة.

وتعتبر ماليزيا شريكاً مهماً وواعداً لروسيا في منطقة آسيا-الهادئ، وتربطهما علاقة متعددة الأوجه لا تتوقف عن التطور، ومرة أخرى، أثبتت المباحثات التي جرت في موسكو يوم 21 نوفمبر الجاري بين وزيري خارجية البلدين سيرغي لافروف وسيف الدين عبدالله، تطابق المواقف الروسية ـ الماليزية في الغالبية العظمى من المشكلات العالمية والإقليمية الراهنة.


ونحن متفقون تماماً على احترام القانون الدولي، وعدم التخلي عن الاتفاقيات الدولية التي يتم التوصل إليها، واحترام ميثاق الأمم المتحدة، والعمل معاً على التوصل لحلول للأزمات والصراعات التي يشهدها العالم بالطرق السلمية، واحترام الانتماءات الوطنية لكل الشعوب والاعتراف لها بحقها في اختيار الطريق التنموي الذي تراه مناسباً.


وما يميز العلاقات الثنائية بين روسيا وماليزيا هو الحوار السياسي المكثف والمتواصل، والتعاون الاقتصادي الوثيق، وتطوير أسس التعاون التقني - العسكري والإنساني المستدام، وتعمل اللجنة الروسية - الماليزية للتعاون الاقتصادي والعلمي والثقافي بنشاط لا يتوقف، ومن المرجح أن يتجاوز الحجم الإجمالي للتجارة المتنامية بين البلدين 3 مليارات دولار خلال العام الجاري.

والآن، يجتاز أكثر من ألفي مواطن ماليزي دورات تدريبية في روسيا في العديد من المجالات التقنية والعلمية المتخصصة، ولا يزال حجم السياحة المتبادلة بين البلدين يشهد نموّه السريع، ففي عام 2018 بلغ عدد السياح من البلدين 73 ألفاً من روسيا و12 ألفاً من ماليزيا.

وبعد دحر وهزيمة تنظيم داعش، انتشرت فلول ما تبقى من التنظيم الإرهابي في العديد من مناطق العالم، وبسبب ذلك، سارعت موسكو لتزويد الأصدقاء الماليزيين بمعلومات حول بنك البيانات الذي افتتحته دائرة الأمن الفيدرالية الروسية والذي يسمح للدوائر الاستخباراتية بتقفّي تحركات المقاتلين الإرهابيين الأجانب بشكل فوري أينما حلّوا أو ارتحلوا.

ويُذكر أن 47 دائرة للمعلومات الخاصة تنتمي لـ 36 بلداً تشارك في الاطلاع على محتوى بنك البيانات المذكور من ضمنها: فيتنام، والفلبين، وكمبوديا، والعديد من المنظمات الدولية بما فيها الدوائر التابعة للجنة الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب.

ووفقاً لما قاله الوزير لافروف، فلقد توصل البلدان لتوقيع اتفاقية خلال الاجتماع تلبي حاجات ماليزيا من الأدوات والتجهيزات والأسلحة المناسبة والضرورية لمحاربة الإرهاب، ومنذ بضع سنوات وحتى الآن، لا تزال اللجنة الروسية - الماليزية المشتركة المتخصصة بقضايا التعاون في المجالات الدفاعية والصناعات والتكنولوجيات العسكرية تعمل بفعالية عالية ونشاط محموم.